إذا كنت تبحث عن وظيفة , او إذا كنت على رأ س العمل, وتريد أداء وظيفتك بشكل جيد والتقدم في مهنتك , وان تكون من نوعية الأشخاص الذين تريدهم أي مؤسسة, لعل هذه الأسطر تساعدك على تحقيق ذلك.. كتب ديفيد فريمانتل كتابه" مطلوب" اعتماداً على 45 عاماً من الخبرات قضاها مع أفضل الشركات , وهو كتابه السادس عشر. مؤكدا بانه مهما كانت نوعية وظيفتك فان فرصة تعيينك سوف تكون من اختيارك ,وليس من اختيار من يعملون على التوظيف, لأنك بكل بساطة سوف تصبح "المرغوب فيه".

ويرى ديفيد بأن النجاح المهني لا يتعلق فقط بمقابلة العمل بل في القرارات التي تتخذها خلال السنوات التي تسبق كل مقابلة.

كما انه يقدم مجموعة من المحفزات التي تثير القراء لتأمل الأشياء التي تريدها أي مؤسسة .. مبتعدا عن الأمور التقليدية من كيفية إعداد سيرة ذاتية خالية من الأخطاء, أو كيفية النجاح في مقابلات الوظائف.

إلى أهم المحفزات التي ذكرها لتصبح موظفاً مطلوباً..

الوقوع في الحب

ابحث في قلبك لتكتشف نوع العمل الذي تحبه, و عندئذ ركز وقتك ,وطاقتك على المحافظة على ذلك العمل. فإن حبك لهذا العمل سوف يدفعك نحوه ,ويضمن لك الأداء بفعالية. فمن الأفضل ان تربح عشرة الآف من عمل تحبه عن ربحك لعشرين الف مقابل عمل لا تحبه . الاموال الاضافية لن تحقق لك السعادة التي يمكنك الحصول عليها عند عمل ما تحب.

إذا كنت لا تعرف النتائج المطلوبة منك تحقيقها, فإنه ليس لديك أي فرصة

ركز دائما على أهداف شركتك, وانطلاقاً من تلك النقطة اعمل على تحديد النتائج التي يجب أن تحققها على أساس يومي. فمن الأفضل كثيراً أن تقول " لقد أسهمت في زيادة المبيعات من خلال تحقيق نسبة 93% من رضا العميل " بدلا من أن تقول : " لقد كنت أرد على 80 مكالمة هاتفية يومياً". فأى مؤسسة ترغب في الأشخاص الذين يحققون نتائج ترتبط بأهدافها. وكل ما عليك فعله هو أن تقنعهم وان تقنع نفسك ايضا بأنك تحقق نتائج رائعة.

الثقة هي جوهر جميع العلاقات

ينبغي ان تكون الثقة دافعاً رئيسيا لعملك اليومي, ومن ثم فلا تفعل أي شيء يخون هذه الثقة واطمح لأن تكون شخصاً يثق فيه الجميع. فالأشخاص المطلوبون في أي مؤسسة هم الأشخاص الجديرون بالثقة بنسبة 100%. وتنشأ الثقة عندما تكون هناك صراحة , وصدق , وأمانة وعدالة ايضا. ومن الممكن تطبيقها على أي تعامل تجاري وعلى جميع العلاقات التي تحتاج لتلك الثقة.

من المهم أن يعكس كل شيء تفكر فيه وتقوله وتفعله ما هو مهم بالنسبة لك

حينما يعرف الناس ماهو مهم بالنسبة لهم, فإن ذلك يؤثر على صنعهم للقرار وتواصلهم مع الآخرين. فالطريقة التي تقضي بها وقتك هي انعكاس لما هو مهم بالنسبة لك. فالأشخاص الواضحين بشأن ماهو مهم بالنسبة لهم لن يكونوا أكثر تأثيرا فقط, ولكنهم يذهبون في حياتهم الشخصية والمهنية لما هو أبعد من ذلك.

احدث فارقاً

عندما تكون مثل أي شخص آخر, فانه لن يلاحظك أحد , لذلك احرص على أن تحدث المساهمة التي تقدمها كل يوم في العمل فارقاً للأشخاص الذين يأخذونها بعين الاعتبار كعملائك وزملائك ورئيسك في العمل ..الخ.

يمكنك أن تميز نفسك من خلال خبراتك التخصصية الفريدة ,مهاراتك شخصيتك , خبرتك في صناعة معينة ,قدرتك على تحفيز اعضاء الفريق , سجل انجازاتك الفريدة لتحقيق النتائج.

وحتى تتمكن من إحداث الفارق اسأل نفسك " بأي طريقة أُحدث اختلافاً في وظيفتي الحالية او دراستي ؟ " فإحداث الافارق يتعلق بما هو أبعد من الروتين وأداء المهمة الحالية التي بين يديك.

لا تتبع القطيع

التميز يأتي عندما تبتكر طريقك الخاص. عند الشروع في أي شيء تجنب اختيار الطرق المتبعة في العادة والتي خاضها أي فرد آخر التميز يتطلب ان تختار طريقاً لم يطرقه الكثيرون.

وهذا يعني البحث في مناطق جديدة والقيام باكتشافات جديدة لصالح فريق العمل ولصالح المؤسسة ككل.

من أجل صالحك, كن جيداً مع الآخرين

ليس هناك إنسان على وجه الأرض في غنى عن غيره من الناس. بادر لإظهار روح المشاركة وهذا يعني الاحترام وتقديم الدعم والاهتمام للشخص الآخر في عملك.

تصدق بأي شيء يومياً

كلما زاد ما تتصدق به , أصبحت أكثر ثراء يذكر ديفيد بانه يفعل ذلك ويحاول ان يكون كريماً دون ان يسمح للناس باستغلاله. كما انه يعطي عملائه أكثر مما تم الاتفاق عليه. والعطاء لا يتعلق بالأشياء المادية فقط ويقترح تحدي كتمرين تقوم به الاسبوع المقبل بان تتصدق بثلاثة اشياء تقدرها. تتصدق ببعض المال لشخص. تصدق بنصف ساعة من وقتك لشخص يحتاج مساعدتك. قم ببعض التقدير لشخص يؤدي عملا رائعاً.

مقياس للنجاح

إذا اردت أن تحدث تقدماً أو تحسيناً سواء على مستوى الكم أو الكيف فعندئذ ينبغي أن يكون وجود معيار لك أحد العناصر الرئيسية لطريقتك. فعداء الماراثون ماكان يستطيع أن يحسن من أدائه إذا لم يكن لديه مقياس للوقت بجانب وجود مستهدف للتحسين لذلك لا بد من وجود مقياس للتحسين الذي تنشده. مشيرا الى انه قد تعمل في مؤسسة لا تضع معايير للتحسن لذلك بادر انت بوضع معايير لنجاحك الشخصي وان تعمل على تحقيقها.

التعليم الذاتي

ينتج 95% من التعليم خارج الفصل الدراسي و لايمكن الحصول عليه في الكتب أو في المحاضرات التي يلقيها معظم اساتذة الجامعة المرموقين لذلك عليك بابتكار خطة دراسية شخصية خاصة بك لتحسين أدائك الوظيفي الحالي وتعزيز حياتك المهنية, وعلم نفسك من وحدات دراسية يومية. اقرأ الكتب وادرسها واطلع على الدوريات المتخصصة و احضر حلقات النقاش للخبراء في شتى المجالات وايضا ملازمة الحكماء. اقض على الاقل ساعتين في الأسبوع في دارسة وتعليم ذاتي. بالإضافة الى تطوير المهارات.

ويرى ديفيد بان " الموظف المطلوب" عليه ان لا يعتمد على الآخرين في ان يعطوه حلول بل يبحث بنفسه, ويتعلم أيضا من خلال بحث الآخرين ولكن يكون له إبداع بحثه الخاص به. كما انه عليه ان يتعايش مع المتميزين في مجاله ولو يومين في السنة ويتعلم منهم ويطبق ما تعلمه ليصبح مثلهم. و يضيف بان ينفذ كل شيء مرتين أي مرة ذهنيا والثانية تنفيذ مادي. ولتعزيز لياقته الذهنية عليه ان يفعل شيئاً جديداً كل يوم. منوها الى ان هذا العالم شرس لذلك عليك ان تنظر الى مصلحتك في المقام الأول, فاذا حلت ازمة مالية المخلصون هم ضحية الطرد من العمل.

واخيرا يقول ديفيد بانه عندما تكون من المرغوبين لن تكون أنت من تجاهد فقط للحصول على وظيفة بل ستجد من أصحاب العمل من يتنافس للحصول عليك.