تِلك اللحَظات التِي تشعر فيها بِبرود مَوقفك رَغم أن مَا بداخلك لَيس من الأشباه الأربعين لِما تُبديه , وَحدها من تُترجم هَوية حَالتك الذاتية المَفقودة و التَي لا بديل لَك عَنها , وَحدها من تَقودك لاكْتِشاف و تجسس نبض وَدائعك القَلبية الكَونية, وَحدها من تُزيل غِشاء التَوقعات و التعوقات عَن سِرداب أمنياتك الهَزيل !
فِي هذه اللحظات حَاول و أنت تُمسك بِإزار رُوحك و تشد عَليه كي لا يتمأزق خَوفاً من أن تزداد روحك بُرودةً أو تَظهر سوءة مَشاعرك أنْ تستشعر حَجم كبريائك وَ عُلو نَفسك عَن تَفاهات المَواقف و تُرهاتها , حَاول أن تبقى الأسمى فِي مُحيطٍ يُجبرك أن تَعيش مع كَدر الظُروف , تَعقيد الآراء , و رذاءة الأحكام , حَاول ألا تَبقى العُنصر الضَعيف الذي يُستهزء به لِبراءة جَاءت منه حِين ظَن أن البِلورة تُصنع منه فقط , تَجاهل نَبض قَلبك العَائم فَقد يخدعك وَ يؤول بِك إلى شَفا حُفرة من الضَياع .. الخُذلان و الانْهيار لِأجل ذِكرياتٍ مَيتة مُميتة , تَجنب أن يَغرق فُكرك بِداومة البَقاء المُستديم و الحُب الأزلي , تَرفع عَن ظُلم كيْنونتك و إحْتِقارها بِذكر هُواة الجَمال الفَادح و أصحاب المَصالح .. وَ تَعَقُب أسَرار بؤسِك التِي تَدفعك للإنخراط فِي مَسيرة المَليون فَشل , تَيقن بِأن إحساسك فِي طَوره التَمهيدي و حَالة ضَعفك هُو الأصدق , و أن دَواخلنا مِداد إشعاع من وَحي رَسَائل نُورانية و أن الغَيمة المُحملة بالبِدايات السَعيدة لَيس من الضَروري أن تُبشر بِهطول الفَرح فِي موسم النِهايات , ارفع بَصرك و قَدرك إلى السَماء فثمة أكاليل من الإحسان لَم تتوالى بَعد و عَطايا لَم يحن مَوعد إثمارها , اركن نَزوة الانتِقام جَانباً و لا تنسى أن تَكون أنت فِي صَمتك وَ بوحك الخَفي فِي دُجى الخَواطر و الحَياة ! .