2019/9/21
لماذا لا تغضب...؟
أنت غاضب.
لماذا تسكت؟
هل تخاف؟ ممَ أنت خائف؟!
إغضب...
إغضب يا شعب، هذا زمنُ الغضب، لن تموت بعد الآن إن غضبتْ... سرقوك... سرقوا ماءك ورغيفك... باعوك (أنت الوطن)... داسوا كرامتك وشوّهوك... صرتَ رقمًا في سجلاتهم، مُجرد رقم بلا قيمة إلا قيمة الضريبة المفروضة عليك عنوةً... لتمُت بحادث سير... بجلطة قلب مُرهق أو دماغ مُترع، بتفكيرك الدائم بلقمة عيشك المسروق... مُت أنت-شعب، شعبٌ صيّروك عبدًا صاغرًا ينحني برأسه في حضرة سيّده الأبديّ... ليس سيّدك أبديًا، أنت واهم.. مخدوع... أكفر-ألحد-حطّم صورة الإله... حطّم صورة جلالة الملك/الزعيم الخالد/سيادة الرئيس... لا تسجد/لا تركع/لا تخنع، إن مُتَّ واقفًا... صارخًا في وجه الظُلم... ثائرًا لإسترداد كرامتك، أنت شهيدٌ؛ إن مُتَّ كذلك. أنت خالد، لن تموت.. أنت حيٌ للأبد، لن تُنسى كموت رقم ودفنه في مقبرة جماعية للأرقام.
تجاوز خوفك الدفين-الموروث. موتك اليوميّ، ألم تسأمه؟ ألم تسأم سجنك الأبديّ؟! ألم يُؤلمك بعدُ عمودك الفقريّ؟ ألم تتعب من سجودك الدائم... ألم تكره وجهك في المرآة... وجهك المليء بالخوف والخيبة والخُذلان وبقايا أرقكّ المرضيّ، لأنك تُفكر بالغد والأمس ووجودك البائس... وجودك الحتميّ المُفضي للعبودية والهرب المُستمر من سؤال عقلك الغاضب:"لماذا تعيش؟".
تعيشُ هاربًا من الحُب.. من الحقيقة والبحث عنها... منك... من وجوه أقرانك... من الشوارع المُزدحمة بالأرقام الشمالية... من وجه البناية القديم والمُتهالك، من ساعة يدك المتوقفة منذ ولادتك حتى وفاتك،
لماذا لا تثور؟ كم أمضيت في هذه الحياة صامتًا وخائفًا؟
عمرك، عشرين أو لم تتجاوزه بعد، مخاوفك تتجسد في لامسؤولية وفراغ وجداني مُؤلم!
عمرك، تسعين، أو أقلَّ من ذلك بقليل، عشتَ حياةً دائرية/دائرة واحدة تدور وتدور، ولا تتحطم من دورانها... لا تغضب من دورانها العبثيّ،
لماذا لا تثور؟
تخافُ العبارة، مُرعبة هي الثورة لأنها ثورة... أربعة حروف تُرعب أصنام، تصورت نفسها آلهة... على وقع "ثورة" وبها، تتحطم الأصنام... تُصبح هشيمًا تذروه الرياح، تُنسى لأنها لم تكن، سوى أصنام تظنُّ نفسها آلهة، لنقلّ:"غضبة" بدلًا من "ثورة"... لنقلّ أيُّ كلمة تصف "عدم السكوت... عدم الخوف/تجاوز دوائر الخوف المدفون في الأعماق..." صدقوني لا تهمّ الأسامي، الأسامي عبودية لغوية،
هل الحُرية خطيئة؟
في كتب السماء والأرض، هل ثمة لعنة/خطيئة إسمها "حرية"؟
تحرر يا سجين... غادر حُجرة سجانك، غادر سقفك اللعين وجدرانك الصمّاء، مُت شهيدًا... مُت غاضبًا، ففي أوطاننا الموتُ حياة، والحياة "ثورة" !
-
هاشم عبدالله الزبنأنا واحد من مليارات العابرين، وجودي أثر أتركه ورائي، وأنا أتقدمُ رُغمًا عني نحو فنائي الحتميّ/القسريّ. سؤالي الأعظم: لماذا؟