كان كسماءٍ تستعدّ للمطر، شوقه كلهَج مُشتاق إلى سجدة ، حضّر نفسه كثيراً،أحسن وضوءَه و أقْفل الأضواء ثمّ بدأ بصلاته
وحين وصل للسجود،صَمَت
كاستعداد السماء للمطر؛لكن بلا مطر
أو كحبٍ آنَ أن يُعتَرَفَ بِه، فاستعد اللسان لينطق و بدأ القلب يصعدُ و يهبِط بتسارع، خطوة ثم أخرى ، لكن تقابل العينين جعل المشهد كنهايةِ ملحمةٍ صامتةً..
كان كاستعداد السماء للمطر؛ برعد و برق بلا مطر.
أو كرعشةِ أمٍّ عجوز فاجأها ابنها بالقدوم من السفر، قفزت ثم بكت و ضحكت و هاهت و زغردت ثم احتضنته بدفئٍ معتذرة؛ إذ أنها لو علمت لحضّرت مائدته التي يحب،
هطولٌ مفاجيءٌ بلا استعداد، لكنه أسعَدَ أرضاً قاحلة!
أرأيتَ كم يشبهنا الشتاء؟
يشبهنا حين نتجرد أمام أنفسنا لنعرِفنا أكثر، كمعرفة الشجر لنفسِه؛ بتجرد!
يشبهنا أكثر من أي فصل آخر، يكشف كل شيء
ليس حزينا كالخريف،ولا متظاهراً كالصيف!
كما أنه أقرب من الربيع إلينا برحلتنا الطويلة..
شعورٌ تسمع نبضه ، كأنّك ليلةٌ تسبق هطول الثلج!
تقلباتنا و ترددنا الطويل، تظاهُرَنا بجهلنا ونحن نعرف كتناقض النّشرَة الجوية و إحساسنا الواقعيّ بالبرد!
حتى أن صباحات الشتاء كالاستيقاظ من حلم جميل..
و مساؤه الطويل كحُلُمِكَ المرهَقِ، المرهِق!
مساؤه الطويل كطولِ أعمارِ حكوماتٍ عربيّة، مترهّلٌ كأنّه بلا نهاية!
أرأيتَ كم يشبهنا الشّتاء؟
يشبهنا بلا رفاهيةِ الاختيار أو الرّفض، كسقفِ كفايةٍ لابدّ منه.
-
روند عاشوررَوَند،خريجة قسم التسويق من الجامعة الأردنية، الكتابة و الأدب هم الحبّ الأوّل لي، التطوّع و الأهل و الأصحاب هم السعادة، الفكرو الدين هم طريق البحث ،الموسيقى هي سمائي، وبينهم كلّهم أسعى.