حروب الغرب وحرب الغد - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

حروب الغرب وحرب الغد

الحرب ذلك المارد النائم إلى حين..

  نشر في 30 شتنبر 2018  وآخر تعديل بتاريخ 09 فبراير 2024 .

منذ القدم والحروب تقام وإن غياب الحرب الآن لا يعني السلام أكثر ما يعني الهدوء الذي يسبق العاصفة، وقد لوحظ أن أثرى العائلات المشهورة حاليا هي تلك التي اغتنمت فرصت الحرب للاغتناء، ولهذا السبب تقام الحرب باسم الحب أو الرب بينما يحترق بحرها الأبرياء، وهذا ما سنوضحه في الأسطر القادمة باقتضاب شديد.

إن حروب الغرب مهما بدت استعراضية في ظاهرها (سواء للقوة البشرية أو الاقتصادية أو العلمية) فهي في باطنها اقتصادية وليست سياسية، إذ يقتصر دور الساسة على إعطاء إشارة الانطلاقة أو ضغط زرها وإيجاد مبرر لها أمام العامة والعالم، أما الجيش فهو بمثابة حطب الحرب التي تحرق الأخضر واليابس، وأما من يزود نار ها بالحطب فهم رجال المال والأعمال، فالحرب لعبتهم واستراتيجيتهم للتخلص من الفائض، نعم إن الفائض الذي يتراكم في سنوات السلام يسبب ركوضا لتجارتهم والتخلص منه ببدء حرب يعد تجارة مربحة، إذ يهدمون القديم ليفتحوا سوقا لبناء الجديد يفنون الموجود ليبيعوك  المفقود، يتخلصون من المخزون الرخيص ليستوردوا الخصاص بثمن باهض، إن الحرب تدر أموالا متسخة بالدماء لكنها تجارة مربحة لتجار الموت وسادة الحرب، إذ الحرب تضخ أمولا جديدة في السوق الراكض وهم يتفننون في إدارة الحروب كما يتقنون إدارة التجارة كيف لا وهما وجهان لعملة واحدة، لذا فإن حروب الغد لن تكون مبرراتها دينية أو عرقية بل ستكون استهلاكية كما كانت دائما لكن بشكل أكثر شراسة ووحشية، لأنها حرب من أجل البقاء لا الاصطفاء أنا أو أنت!! حروب البترودولار قد ولات والآن حروب الماء أو تموت أنت عطشا، إنها حرب بدون رحمة لكن هذه المرة من يعطي إشارة الانطلاق هو الإعلام الزائف(1) لا السياسي الفاسد، بحيث أن ما يتم الترويج له من أجل التعبئة لهذه الحرب يوحي بأن حروب الماء القديمة كانت مجرد مناوشات أمام الحرب القادمة، والتي يقدر أنها ستمتد لعقود إذ ستتخللها فترات هدنة طويلة لإمضاء العقود وجمع النقود، وبذلك سيضربون عصفورين بحجر واحد، سيتخلصون من الكثافة السكانية ويجنون أموال إضافية، إذ كلما كثرة الكثافة السكانية في بلاد ما كلما كثرت نسبة البطالة واضطرت الدولة إلى الزيادة في الضرائب لتغطية نفقات الخدمات والمساعدات التي تقدمها لمواطنيها. السؤال هو هل حين تقرع طبول الحرب سنكون مازلنا عقلاء أم أن غسيل المخ الذي نتعرض له يوميا سيكون قد حولنا إلى بلداء ونرى في الحرب الدواء؟!

_____________________

(1) "التركيز على حروب المياه وإهمال إمكانيات التعاون والحلول والبدائل أحد مظاهر التحيز الإعلامي" بهذه العبارة أوضحت رحاب عبد المحسن الصحفية العلمية المختصة في المياه، بعض المشكلات التي تتسم بها التغطية الصحفية للمياه. مقال: حروب المياه في المنطقة العربية.. وهم أم حقيقة؟ موقع الجزيرة (3/9/2021).


  • 1

   نشر في 30 شتنبر 2018  وآخر تعديل بتاريخ 09 فبراير 2024 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا