من قال بأن الطيبين لا يتغيرون
على رسلك ...
نشر في 28 ماي 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
بحر من احاسيس فياضة ،طيبة لا حدود لها ،ابتسامة تنير وجها لا يغضب ابدا،سعة صدر تتقبل اي اختلاف ،صفح عن إساءات تتكرر بين حين وآخر ،عندما تراها تحس بأدب زمن جميل ،زمن كتمان الألم والمكابرة لمداراة جروح الأيام.
دمعت عيني وانا اراها تقف امام الباب ،الاصوات القادمة من منزلها لم تترك مجالا لخصوصية الخصام بين الزوجين ،لم تنتظر الدخول لتضع رأسها على كتفي وتبكي كطفلة فرقتها الأقدار عن ضمة أم تواسي ، تحن ،تتغاضى ،تسامح و تشكر.
استطاعت ان تتمالك نفسها اخيرا ، استنشقت رائحة البابونج والنعناع الممتزجين وابتسمت كجندي مستسلم ، لا أدري لما خمنت من نظرتها بأنها ...ستتركه!
_والطفلان ؟هل فكرت بهما؟
فكرت بكل شيء،لن تجد صعوبة في ايجاد عمل ،لن تجد صعوبة في اقناع عائلتها بفكرة الطلاق ،والدها غضب جدا لأنها عادت اليه في آخر مرة ،يئسوا من تكرار تعنيفه لها ومن وعود بحسن معاملتها لا تنفذ ابدا.
ساعدتها في تحضير طعام الافطار سيكون آخر عشاء لها في منزلها ، رتبت منزلها جيدا وكوت ملابسه ،لم تنس وضع جوربين نظيفين كالعادة في كل صباح ،سيفاجأ عند عودته من عمله هذه المرة بأن اسرته حلم تلاشى ،بأن أغراض زوجته وطفليه مختفية ،سيسارع بالاتصال بها غاضبا مهددا لأنها تركت المنزل دون علمه ،وسيفاجأ بصوت من كان يتحاشاه لصرامته من بين اشقائها يرد على هاتفها: سنلتقي في المحكمة،سيكذب ما يسمع ويتعلق بأمل انها ستعود كما في كل مرة ،سيقبل لعب اطفاله ويذرف الدمع امام صورتها المعلقة ،سيتصل بها كثيرا ولن تجيب ،يتأكد يوما بعد يوم بأنها وضعت نقطة النهاية وبأنه فقدها للأبد،لم ينفعه ندمه هذه المرة.
انتهى
تحسس مشاعر الطيبيين حولك فمن يغفر لك زلاتك قد يأتي عليه يوم و يكسر القاعدة ،مهما كان قريبا ،أبا او أما ،شقيقة او ابنة ،أخا او صديقا ،قريبا قد يغدو غريبا في لحظة ألم،فالطيب بحر عطاء ولكن لايأمن العاقل تقلباته ابدا .
التعليقات
الطيبون لا يتغيّرون. ربّما يفاجئنا ردّهم، لكن حين ندرك حجم الحيف الذي وقع عليهم، نعلم أنهم كانوا محقّين. وهي الفكرة التي وصلتنا في هذه القصة.
العنف المنزلي مأساة. ولو لم تهجر المرأة زوجها هرباً منه، لزم عليها أن تفعل ذلك لتتفادى انعكاساته على الأطفال. لأنهم سيصابون بأزمات عميقة وسيخرجون لحياةٍ لم يتأهلوا لها بشكل طبيعي.
شخصياً لا أعتقد بصحّة "الطلاق أبغض الحلال". إنّما شُرّع الطلاق لاستمرار الحياة. ومن يمُت زوجها في قلبها فالأحرى لها أن تشتري حياتها لتتفادى الموت معه على ذمّة الحياة.
شكرا لطرح الموضوع، علّنا نستفيد من الدرس.
صدقت صديقتي الرائعة..إحمد ربك أنه يزين عالمك،فبإمكانه الرحيل،فلا تتمادى..ُيغيظني هذا النوع من العلاقات لا تدرين كم..حتى تراكم المشاعر السلبية في العلاقة باسم الصبريهدم أجمل المشاعر..لأنك تصبر وأنت في حالة كره وأحيانا قلة حيلة،اللهم إلا إذا كنت تتغافل عن اختيار..برافو سلسبيل أجدت الإختيار..وبرعت في التعبير.
أحرفك وكلماتك تشدني..فشكرا على هذا الجمال الذي يزين المنصة
تحسس مشاعر الطيبيين حولك فمن يغفر لك زلاتك قد يأتي عليه يوم و يكسر القاعدة ،مهما كان قريبا ،أبا او أما ،شقيقة او ابنة ،أخا او صديقا ،قريبا قد يغدو غريبا في لحظة ألم،فالطيب بحر عطاء ولكن لايأمن العاقل تقلباته ابدا ... يا طيبة المشاعر والروح ...
حتى الصخور رغم صلابتها و صمودها ..تتهشم بفعل قطرات المطر المتتالية ...
كما يقال ..اذا زاد الشيء عن حده إنقلب الى ضده ...
الكل يتغير .. حتى المعاني تغيرت في يومنا هذا .. الطيبة في هذا الزمن اصبحت تسمى غباءا...و انا اغبى شخص في هذا العالم ..ههه
كتبت فابدعت دام سحر قلمك ..
قد حضرت الفترة الماضية موقفاً مطابقاً لذلك , اشتد الزوج على زوجته الطيبة مثلما اعتاد و هو (( ضامن )) أنها كالعادة سترضخ له , لكنه فوجئ برد فعل قوي رافض لإساءته هذه المرة بل وصل الأمر لطلب الطلاق أو الخلع . و هو الآن يسعى بكل الطرق لإعادتها لبيته .
أظن أن كلمة السر هنا هو (( ضمان رد الفعل )) , فالشخص عندما يضمن أن من أمامه سيتقبل إساءاته دائماً و لن يدافع عن نفسه فسيستمر فيها و يكثر منها أيضاً .
لذلك ينبغي على الإنسان دائماً أن يحافظ على كرامته حتى مع أقرب الناس له .
أبدعتِ كالعادة أختي سلسبيل , بالتوفيق .