يحب شعوب العالم كله الاستشهاد في كلامهم بالحِكم و الأمثال. حتى أن أمثالنا و حِكمنا العربية تُشبه الكثير من الحِكم و الأمثال الغربية و إن كانت لا تشبهها بالمعنى الحرفي و لكن تشبهها في المعنى العام.

و الشعب المصري من أكثر الشعوب استخداماً للحِكم و الأمثال المتوارثة من قديم الأزل. فحتى الطبقات الراقية تجدهم في كلامهم يستخدمون الأمثال الشعبية.

و من الصعب ألا تجد مثل مصري لكل موضوع من مواضيع الحياة! فكل ما يخطر ببالك-عزيزي القارئ-ستجد له مثل أو حِكمة مصرية أو حتى مثل أجنبي و لكن على الطريقة المصرية.

و طبعاً الزواج نال حظه من الأمثال المصرية؛ فيوجد العشرات من الأمثال عن الزواج بدءاً من "كل شيء بالخناق الا الجواز بالاتفاق" إلي "ضل راجل ولا ضل حيطة".

ذلك المثل الذي لم و لن يُعجبني قط. ما هذه المقولة؟ و من الذي اخترعها؟ و لماذا توارثها الأجيال؟ لماذا لم يكفوا عن قولها؟

ما هذا المثل الذي يظلم المرأة و يسلبها حقوقها و يكسر شموخها؟

"ضل راجل ولا ضل حيطة" ذلك المثل الذي قهر النساء.

فأصبحت تلك الجملة تقال في كثير من الأحيان حتى جعلت بعض الفتيات يقبلن على الزواج لمجرد فكرة الزواج، أو بسبب الخوف من العزوبية.

و جعلت بعض السيدات يتقبلن الحياة المُهينة مع أزواجهن إيماناً منهن أن وجود شريك حياة معهن أو بمعنى أصح "راجل" هو شيء طبيعي أو روتيني.

و جعلت البعض الآخر غير قادرات على طلب الطلاق أو الإنفصال خوفاً من كلام الآخرين، أو خوفاً من الوحدة، أو ربما خوفاً من فكرة الطلاق أليس البعض يقولون "ضل راجل ولا ضل حيطة"؟

لا أفهم لماذا يتوارث الناس جملة كهذه؟ ألم يُفكر أحد في معناها؟ لماذا يُكرر الناس جملة لا تعمل على شيء الا إضعاف شأن المرأة و إذلالها؟

علينا أن نكف عن استخدام مثل تلك الأمثال التي تجرح مشاعر الغير و تأذيهم في حياتهم لمُجرد أن هذا هو حال المجتمع أو هذه هي طريقة تفكيره أو الطريقة التي يؤمن بها.

فليس من الضروري أن يكن كل ما توارثناه من أجدادنا صحيح.

فلا بئس ب"ضل الحيطة" طالما هذا الظل يصون كرامتكِ و لا بئس ب"ضل الراجل" إذا كان هذا الظل يُقدركِ.