متى يمكن للمرء ان يقول عن نفسه انه قد ودع ايام الشباب؟ومتى يصبح الانسان عجوزا لا نفع فيه؟هل الشباب احساس داخلي ؟ ام ان ما يتحكم به هو العمر وسنينه؟تتفق الاغلبية على الخيار الثاني،اي ان الانسان حالما يكون قد اقترب من سن الخمسين اصبح في حكم الطاعنين بالسن،والذين هم على مقربة من الشيخوخة،وبالتالي فان مصير حياته قد تقرر،ولا ينفعى معه اي شيء بعد الآن وعليه ان يستسلم لحكم العمر،ليس بامكانه ان يفعل شيئاً فهو كبير في السن والتغيير ليس من سمات عمره بل هو للشباب فقط،وليس بامكانه ان يفعل شيئاً،واذا ما اكتشف انه يمتلك موهبة وهو في سن الخمسين فعليه ان يطمرها لانه كبير في السن!!!هكذا تفسر الامور وهكذا يتم تعريف الشباب .
الا ان الحقيقة غير ذلك تماما فالشباب هو الحركة والتفاؤل والعمل ،وكم من شاب آثر الراحة لنفسه فقعد عن مواصلة الحياة وانغمس في ملذاتها ،ولم يخطط لهدف في حياته ،في حين تجد انسانا تجاوز الخمسين من عمره وهويمتلك افكارا خلاقة،وفي كل يوم يأتي بمشروع جديد لعمله ،وتجد روحه تضج بالحيوية ،تجده متفائلا وعازماً على عناد الحياة ومواجهة مصاعبها ،بل انه حتى لو بدأيكتشف انه موهوب في حقل من حقول المعرفة والفن والادب، فامامه الطريق ومشوار العمر لم ينتهي بعد،صحيح ان الكثيرمن المبدعين انتجوا اعظم نتاجاتهم وهم في سن الشباب ،لكن سن الخمسين لم يمنع احد من ان يبدأ من جديد ،وكأنه شاب صغير
لم يكن العمر ابداً عائقاً امام الانسان لتحقيق طموحاته وآماله ،بل هناك من يقول ان الحياة تبدأ بعد الستين،حيث النضج والحكمة المستقاة من تجارب الحياة،لا ضير ابداً ان يكتشف الانسان ابداعه وقد تعدى سن الخمسين،المهم هو جوهر ابداعه وغنى معانيه وملامسته للنفس البشرية بكل تجلياتها .