كُلُّ الْدَّيَاجِيْرِ مِنْ عَيْنَيْكِ أَنْوَارُ

وَمَا تَوَارَىْ بِهَا؛ لُغْزٌ وَأَسْرَارُ

وَهَمْسَةُ الْثَّغْرِ أَمْوَاجٌ مُسَافِرَةٌ

تَلَأْلَأَتْ مِنْهُ أَصْدَافٌ وَمَحَّارُ

فَإِنْ سَكَتِّ فَجَزْرٌ مِنْكِ يَجْذِبُنِيْ

وَإِنْ ضَحِكْتِ فَذَا مَدٌّ وَإِعْصَارُ

غَمَّازَةٌ مِنْ بَرِيْقِ الْتِّبْرِ إِنْ بَسَمَتْ

تَأَلَّقَتْ فَأَضَاءَ الْكَوْنَ إِبْهَارُ

وَقَدْ تَدَلَّتْ مِنَ الْأُذْنَيْنِ سُنْبُلَةٌ

يَزِيْنُهَا أَنْجُمٌ زُهْرٌ وَأَقْمَارُ

جَوَاهِرُ الْجِيْدِ إِيْقَاعٌ وَأُغْنِيَةٌ

وَرَقْصَةُ الْرِّمْشِ أَلْحَانٌ وَأَوْتَارُ

وَحَاجِبٌ سُلَّ مِنْ أَغْمَادِ فَاتِنَتِيْ

كَأَنَّهُ فِيْ وَرِيْدِ الْقَلْبِ بَتَّارُ

شَفَايِفٌ مِنْ وَمِيْضِ الْمَاسِ لَامِعَةٌ

وَيَقْطُرُ الْشَّهْدُ مِنْ فِيْهَا فَأَنْهَارُ

لَثَمْتُهَا فِيْ ظَلَامِ الْكَوْنِ فَانْبَجَسَتْ

عَيْنًا، وَسَالَتْ مِنَ الْبَتَّارِ أَنْهَارُ

غَرَزْتُهُ نَازِفًا فِيْ مَيْسَمٍ غَدِقٍ

كَأَنَّهُ وَرْدَةٌ حَمْرَا وَنُّوَّارُ

لَعَقْتُهُ نَشْوَةً فَالْتَذَّ لِيْ عَسَلٌ

وَنَفْحُهُ عَنْبَرٌ، مِسْكٌ، وَأَعْطَارُ

تَوَسَّدَتْ مَرْكَبَ الْأَحْضَانِ ثَامِلَةً

وَنَحْنُ فِيْ قِمَّةِ الْإِمْتَاعِ سُمَّارُ

تَدَاخَلَتْ أَضْلُعِيْ فِيْ رُوْحِهَا جَسَدًا

تَمَازَجَتْ أَكْبُدٌ فِيْنَا وَأَظْفَارُ

كَأَنَّمَا شَعْرُهَا بَرْقٌ إِذَا طَلَعَتْ

يَعْمَىْ بِهِ خَافِقٌ صَبٌّ وَأَبْصَارُ

لَا تَقْرَبُوْا شَاطِئَ الْأَحْدَاقِ إِنَّ بِهَا

غَرْقَىْ وَثَكْلَىْ وَمَوْجُ الْبَحْرِ غَدَّارُ

قَوَارِبُ الْحَرْفِ شَطَّتْ عَنْ شَوَاطِئِهَا

فَكَيْفَ تَصْمُدُ فِيْ خَدَّيْكِ أَشْعَارُ

لَا تَهْتَرِئْ لِفِرَاقِ الْغِيْدِ إِنْ رَغِبَتْ

فَرَبُّنَا يَخْلُقُ الْدُّنْيَا وَيَخْتَارُ

وَلَا تَغُرَّنَّكَ الْأَشْوَاقُ إِنْ طَفَحَتْ

فَالْحُبُّ فِيْ الْنَّاسِ تَمْثِيْلٌ وَأَدْوَارُ

لَا تَبْتَئِسْ لِفِعَالِ الْصَّدِّ إِذْ عَصَفَتْ

هَلْ تَمْلِكُ الْرُّوْحَ أَصْنَامٌ وَأَحْجَارُ؟

غَوَائِلُ الْحُبِّ لَا تُوْفِيْ بِتَضْحِيَةٍ

إِذَا عَشِقْنَا فَفِيْ أَعْمَاقِنَا نَّارُ

لَا ذَنْبَ لِلْقَلْبِ إِلَّا أَنَّهُ حَطَبٌ

وَحُبُّهُ قِسْمَةٌ فِيْنَا وَأَقْدَارُ!

مطران العياشي