فى رحاب الحرم النبوي - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

فى رحاب الحرم النبوي

  نشر في 21 ماي 2019  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

لم تكن الكتب التي قرأتها أو قصص من زاروا المدينة المنورة قادرة علي وصف الجمال الحقيقي لهذه المدينة الطاهرة.

فكل المدائح لا تكفي، لأن الإنسان أسير إدراكاته ولا يستطيع الإنسان أن يدرك شيئًا بتمامه إلي أن يمر هو به، فكل ما نمدح به مدينة رسول الله هو في الحقيقة أقل من قدرها..

أول ما يجول بذهنك بمجرد ما تطأ قدماك  مدينة النبي الكريم هو أن تسرع الخطي نحو الحرم المبارك لتلقي التحية علي رسول الله صلي الله عليه وسلم.

قبر رسول الله وصاحبيه أبي بكر وعمر 

وأن تصلي ركعتين في الروضة الشريفة التي تواترت النصوص علي فضلها، فهي من رياض الجنة، يتقدمها محراب النبي عليه الصلاة والسلام ويميل عنه يمينًا منبره الشريف وإلي اليسار حجرات زوجاته الطاهرات أمهات المؤمنين رضوان الله عليهن.

المسجد النبوي عالم أخر خالي من  التمييز أو العنصرية أو الطبقية فالكل قادم ليتقرب من الله بصدق،  فذلك الرجل الصعيدي الذي قابلته في المسجد النبوي عند باب البقيع يسألني: "والنبي يابني فين النبي؟ داحنا مشتاجين، چايين من آخر الدنيا مخصوص"..

وذلك الباكستاني المسنّ الذي أرهقه الزحام فتوجه إلى الأمن يشير إلى شيبته التي في لحيته، حتى أدخلوه من ممر آخر يوصله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وذلك الشاب الصومالي الذي وقف متوجها للقبلة يدعو عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم استدار إلى النبي وقال: (كيف أستدبرك وأنت قبلتنا)، ثم أكمل دعاءه ناظرا إلى قبره الشريف.

وذلك الفتى الهندي الذي وقف حائرا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدري ما يقول وقد هاله الموقف، يتلفت يمينا ويسارا يريد أن يستجمع كلاما ممن حوله.

وذلك الشاب الجزائري الذي بكي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتمتم بكلمات تختلط فيها العربية والفرنسية.

ثم هؤلاء الآلاف الذين جاءوا من كل حدب وصوب، يقصدون صاحب المقام الشريف، وتلك المدينة التي لم يرتفع شأنها إلا لوجوده صلى الله عليه وسلم فيها، فغشيتها الرحمة والسكينة حتى أنك تستنشقهم في الهواء من لحظة وصول الطائرة حتى انصراف جسدك.

ومع إرتفاع تكبيرة الإحرام تعيش الطمأنينة والسكون وأنت تقرأ بفاتحة الكتاب ثم تنحني راكعًا وساجدًا تتقرب إلي الله ، فالكل إلي جوارك يعيشون مشاعرك، وتتسابق دموعهم بصدق، عندها لن تتمكن من حبس دموعك، دعها تسيل لغسل ما مضي من ذنوب، ولا تنس من أوصاك بالدعاء له عند رسول الله، فامنحهم تلك الأماني التي رجوتها لنفسك.

فهذا رسول الله، حي في قبره يرد سلامًا لا ينقطع من الناس، وهؤلاء أمته، لا يريدون سوى قربه في الدنيا والآخرة وشفاعته، فاللهم احشرنا تحت لوائه وأوردنا حوضه وأدخلنا مدخله وارزقنا في الجنة جيرته وأذن لنا في دوام زيارته.


  • 2

   نشر في 21 ماي 2019  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات

§§§§ منذ 4 سنة
أشعلت نيران الشوق إليه فينا... و أدمعت العيون عند تذكر محمد نبينا.
بارك الله فيك و لا حرم أحدا من زيارة تلك الأماكن الطاهرة.
2

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا