أنا فلسطين - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

أنا فلسطين

  نشر في 16 ماي 2021 .

نطقت الأرض،اهتزت اهتزازًا بسيطًا حتى لا تأذي أهلها، الذين وقفوا ليستمعوا لها.

نطقت الأرض بتنهدات بسيطة، لكن لم تطق برك سليمان ولا الوديان صبرًا ،فاضطبرت وكأنها تبكي،يطل المتوسط والأحمر والميت بأمواج هادرة ،غير راضية على حال الأرض الجميلة الصامدة ،وقد آن لها أن تنطق.

"أي هوان وصلت له!،أنا أرض نوح ولوط وإسماعيل وإسحق عليهم السلام،أنا مهد يسوع وموطن دعوته ورسالته،أسري إلى الحبيب لمس هذه الأرض بقدمه الطيبة،وحق ضريح إبراهيم عليه السلام، وحق الأقصى والمبكى، وكل قدم خطى فيها عبدٌ صالحٌ من عباد الله،لقد انتُهِكت. 

لقد شهدت كل التاريخ، تذروني الرياح من مكان لمكانج، بتعرية وتجوية ،وأعود بذرات ترابي لهذه الأرض،لم أفارقها وما فارقها مني رجع،ذرات ترابي أنا تنازعت عليه الأمم،جاء ها هنا الفرنجة،هرقل،الصليبيين،العثمانيين،التتار والبريطانيين،ومهما طال ابتلائي بهم ،نبذتهم حين أمر الرحمن،لقد خطى على هذه الأرض أقوام ،تمنيت لو انشققت وابتلعتهم،لكن في موتهم راحةٌ لهم،سوف يلعنهم الله بأفعالهم،ويأخذ أولادي حقوقهم،أولادي آهٍ ياأولادي، بأي ذنب قتل درة!؟ بأي ذنب قُتِلَ نضال!؟بأي ذنب أتجرع دمائهم؟!،لقد عشت أنا التاريخ وماتت فلذاتي وغطاها ثرايّ،عشت أنا لأشهد بسالتهم وأحلامهم،حبهم البرئ والنقي لي ،وبعد كل ذلك جاء أعدائي،مدعيِّ الباطل أنِّي لهم،وأخذوهم مني،كُتب عليّ أنا الأرض أن أشهد عدل الرحمن ،كيف جاء بأمم وذهب بأمم،شهدت عهودًا كانت الفرحة فيها هي الغازي، والحزن فيها عدوٌ آبق،شهدت الأنبياء وجمال أفئدتهم،شهدت عمر بن الخطاب بأرضي بعد الفتح الإسلامي ،وخالد بن الوليد، والسلطان الصغير قطز ،والحاكم الشجاع ذا القلب الكبير صلاح الدين،انتصروا في اليرموك وحطين وعين جالوت وغيرها،مرّ علي الجراد والزلازل والأوبئة، وأرضي لأبنائي حتى جاء أعداء الرحمن، وصدقوا أنفسهم، بأن لهم ولو مساحة تكفي قدم أحدهم على أرضي،إن الحياة والأيام دول والعاقبة للمتقين ، وأنا أبنائي متقون،سوف يأتي اليوم الذي يخرج فيه كل يهوديٍّ من هنا مذلولًا،مهطعًا،خائفًا،يرتعد كما هم الآن، لكنهم يختبئون خلف الأسلحة،أولادي بلا أسلحة بلا أمان ،لكنهم قوتي وشجاعتي ،هم من ذكرهم الحبيب صلي الله عليه وسلم وحكى عن جهادهم،حين يشاء الرحمن وفي الوقت المناسب، سأنادي أبنائي وأحتفل معهم بالنصر، وإن كان النصر يعني النهاية ،وأن الشمس رفيقتي ستشرق من الغرب، وأن البوق سوف ينفخ فيه، وتنطبق السماء على الأرض،فهذا أيضًا يعني بعث أبنائي مني من جديد، يجمعهم الله بإخوانهم المجاهدين، الذين بخلت عليهم الحروب برؤيتهم،في الجنة جالسون يتذكرون أيام الدنيا ضاحكين،حتى هذا الوقت فلسطين برًا وبحرًا،بجبالها و وديانها،بحارها و بركها،بغزة والقدس ويافا وعكا ونابلس، بكل وجودها و وجدانها، تدعو الله لأبنائها.


  • 2

  • نبض
    هبطت من السماء محاربة فاستقرت روحها في جوف إنسية تنازل بالقلم.
   نشر في 16 ماي 2021 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا