لي اسمٌ لا أَعرِفُهُ

لي قلبٌ لا أَشعُرُهُ

لي عينٌ كفيفةٌ لا أَرَى بها

لي وجهٌ ليس لي ، ويدين محلِّقتين كما جناحينِ مُنفصلينِ في السّماء ..

لديَّ حفرةً كبيرةً في صدري ، كما قبرٍ يضجُّ بأصواتِ الغَيبْ..

لي أشياءً لستُ أدرك ماهيَّة التِصَاقِها بجسدي الهزيلِ هذا ..

ظلامٌ ، ضوءٌ خافتٌ ، وقبَّةَ صخرةٍ كبيرةٍ ، أخالها القُدسَ وهي تُصَلَّي على منابر اليهود ..

لربَّما هي موتٌ ، أو حياةٌ أخرى

وربَّما سِحرٌ من زمن إينانا الملعونة والهيكل ..

التَّفاصيل التي تعكِّرُ صفوَ وحدتي ، تتقافَزُ كلَّ يومٍ من شُرفةِ الموت

تتطايَرُ كما خفافيشٍ آيِلَةٍ للسّقوط

لست أدري إلى أيِّ مدىً ، أو لأيِّ زمنٍ ستبقى هذه الدّرناتِ المزعجةِ تصبُّ أصواتَ النُّواحِ و البُكاءِ المُمِلّةِ في أُذُنِيْ ! وإلى أين ستمضي هذه الذَّبذبات الأخيرة من المقتْ !

كلُّ شيءٍ بات بارداً وباهتاً بعد أن أصبحتْ ملامحه مزدحمةً بمنافي الحروب

ثمَّة شيءٍ ما أريد أن أَئِدَهُ

ثمَّة رسوماتٍ أشتهي أن أمزِّقَ ألوانها البربريَّة

لا جزءَ منها يتجدَّدُ كما كنتُ أحاول تصوّر حدوثه

والضّربات المستقيمة للقلبِ لم تَعُدْ عفويّةً كما كان حين التقيتُهُ آخِرَ صدفةٍ عابرة ..

شيءٌ لا يخصّني ، أشعر و كأنّه يقف عائقاً عند كلِّ شهقةِ فراغٍ أرتشِفُها

وحين حاولتُ أن أقبضَ على عنقه ، تناثر كما غبارٍ رماديٍّ أصفرٌ

أحمرٌ

لا لون له إذن

العليَّة التي أُخبِّئ فيها روحي ،

تتساقط عليها ظُلمة اللّيل كما غُربانٌ شرسةٌ مُتعطّشةٌ لِدمِيْ المُتخثِّر هنا

أهرُب مُسرعةً أركُض بسرعةِ البرّق ، و أتخطّفُ في الثُّقبِ الصَّغيرِ للأرضيّة

رأسي يَبرُزُ من السَّقفِ السُفليّ

عَيناي تتدلّيانِ كما حبَّتي توتٍ قانِئِ الإحمِرار

و المسافة بيني وبين النِّهاية تَلتَهِمُهُما بنهمٍ وفجعْ ،

أغدو ضريرةَ الحاجةِ للوصول

لا عكازاً يحتمل ذوبان كفِّي المُمتلِئ بالأسماك القرشيَّة

ولا إنارةً تمسك بظلامِ دهشتي

لي كلّ الأشياء التي لا تهمُّني ، وللزّمن نتوءٌ صغيرٌ من أمل ،

لا سبيل للعبور من خُرْمِهِ المُكتظّ بالإبر

ولا وجهً يتطابق مع جينات الوجوه المنفيَّة

حتّى قبضة يدي تحوَّلت إلى قفلٍ كبيرٍ لا مُفتاحَ له ..

الاسم الذي وهبَتني إياه أُمِّي لم يكن اسمي

والقلب ذاك اللّعين الذي كان يُهدِّدني بالتّوقف ، لم يعد يكترث إن متُّ أم بقيتُ على قيد الانتظار

والعين التي فُقِئَتْ ذات حادثِ ذاكرة ، ضاعتْ بين تجاعيدِ وجهي ..

كلّ الأشياء الّتي كانتْ تُناصِرني على الوحدةِ والخُمود ، باتَتْ هي الشّيءُ الوحيدُ الّذي يهمُّني

والوقتُ والمسافةُ

والحربُ والزّمن

و الملاجِئ و العبوديَّة ، أصبحتْ تتسرَّب كما خمرٍ من الثمالةِ في دَمـِيْ

وليس لي إلَّا أن أرتقبَ ذُبُولِي مع فنجانِ قهوةٍ باردٍ و لفافةَ تبغٍ مُقزِّزَة

ليس لي إلَّا ذلك .....!

#لينا_سرحان