لأنّ هذه الأحرف هي مساحتي الصغيرة التي أمتلكها من الدُنيا، ولأنّ الكتابة وسيلتي الوحيدة التي أعبّر بها عن امتناني لأحدهم.. ولأنها -بذاتها وبشخصها- نصٌ يستدعي أي هاوٍ ليكتب عنه!
كُلما وددت لو أحكي عنها، يتشعب بي الحديث لأماكن كثيرة، لأن وجهها وجهتي، ولأنها كل الأماكن وكل الأشياء بالنسبة إليّ!
إنها واهبةُ الروح، رفيقةُ الدرب، مُعلمتي، طبيبتي، مربيتي، قدوتي والمثل الأعلى لي في مناحٍ كثيرة!
إنها أتُرجّتي الخاصة ..
وحديثُ الأترجّة لا ينفك يُذكرني بها، لأنَّها مثلُها -وأعني أن الأترجة هي التي مثل أمي لا العكس- ريحها طيّب وطعمها طيب كما وصفها المصطفى في حديثه عن المؤمن القارئ لكتاب الله.
وأمي طوال الأشهر الأخيرة كانت تجلس بجواري تُقدِّم دعمًا صامتًا جميلًا مثلها، تجلس بيدها مصحفها الجميل ولا ترفع عينها عنه.
كيف تصنعين كل هذا الجمال ببساطة وكأنك لا تصنعين شيئاً ؟
كيف تكونين هكذا ليس لي فقط بل لنا جميعاً دون أن يشعر أيٌّ منَّا أنَّك لا تخصينه هو وحده بالاهتمام ؟
كيف تكونين الأجمل من بين الجميع في كلِّ شيء؟ الأقرب لجميع إخوتك والأكثر خدمة للجميع؟ الأكثر صومًا وصلاةً وحفظاً لكتاب الله رغم أنك الأكثر انشغالًا والأوهن جسدًا؟
إن جمالكِ يا أُترجتي جمالٌ حقيقيٌّ وصادق، وإن كلَّ جمالٍ صادقٍ هو جمالٌ قادرٌ على استئناسِ الألمِ بالضرورة ومزاحمتهِ كتفًا بكتف! وهكذا كنتِ تزاحمينَ همومي و كتبي وقلقي .. بجمالك :)
ولا يخفى عليّ سعيُكِ الحثيث لتصنعي من كلٍ منّا أُترجّة أخرى، أنتِ شجرة أترج يا أمي ولستِ نبتة واحدة فقط!
شُكرًا .. والشكرُ في حقكِ قليل
-
زهرة الوهيديأكتب... لأنني أحب الكتابة وأحب الكتابة... لأن الحياة تستوقفني، تُدهشني، تشغلني، تستوعبني، تُربكني وتُخيفني وأنا مولعةٌ بهـا” رضـوى عاشور :)
التعليقات
خاتمة المقال في غاية الابداع ولا يخفى عليّ سعيُكِ الحثيث لتصنعي من كلٍ منّا أُترجّة أخرى، أنتِ شجرة أترج يا أمي ولستِ نبتة واحدة فقط! شُكرًا .. والشكرُ في حقكِ قليل.. اكيد هو قليل .. تحياتى زهرة