جاري البحث عن زوجة........................ 4
القرطاسة
نشر في 23 فبراير 2015 .
كي علام الصالحين، كانت فتاة في مقتبل العمر، عطرها - كرستيان ديور- منتشر في كل الأرجاء، جالسة وسط المقهى، في الطابق العلوي، على مقربة من عمود اسمنتي، مغلف بالخشب والجلد المزور، على كرسي مريح، أمامها طاولة مربعة،أرجلها من الألمنيوم الأبيض، نصفها من البوليستر المطلي بلون أصفر جذاب يسرالناطرين، فوقها قنينة ماء عذب مصدرها جبال الأطلس الشامخ، و فنجان قهوة إكسبريس تحمل ماركة ديبوا العالمية، علي يسارها طفاية ممتلئة بأعقاب السجائر، وعلى يمينها هاتف – سامسونغ صناعة صينية - الذكي وردي فاقع اللون يتير الانتباه من بعيد، يتدلى الكيت من أطرافه: أضنها تسمع أغاني عاطفية، تدندن برأسها، أمامها مباشرة علبةسجائر شقراء من النوع الرديء – ماركيز أمريكية المنشأ و صناعة ونكهة محلية – ترشفها بشراهة و نشوة قاتلة....
قلت في قرارة نفسي، أواه .... ها الهمزة ... ولي ولي ولي على طرف كي داير ....بشاخ....
صممت على مغازلتها و أتجاذب معها أطراف الحديث، بينما أنتظر صديقي، و لما لا أن تذهب معي لقضاء ليلةحمراء... ماجنة....صاخبة على أنغام موسيقى غربية، و كؤوس من الشمبانيا الفاخرة...
تستحق أكثر.... علاش أنا شحال غن عيش في هاد الدنيا ....كاع...
تذكرت، أني و لمدة تفوق العشرة أيام، وأنا، أتأبط وسادتي. خفت من ردت فعلها؛ أن تنهرني في مكان عام ومزدحم بالزبائن، وأكون عرضة للسخرية من قبل الذئاب المنتشرة في المكان، وموضوع همساتهم وضحكاتهم المكتومة....المكان و الموقف حساس لهاته المعادلة.
أمامها، جلست قرب الطاولة، استرخائي على الكرسي سمح برؤيتها جيدا؛ ممتاز..... أتحين الفرصة، كفهد جائع يتربص بطريدته، أمسح المكان بعيني كالصقر و أنتظر دوري كالسلحفاة... بدأت أشم جيدا رائحة عطرها، نسيم خفيف دخل توا من النافدة، يلعب بشعرها الرطب المتدلي الى حدود الأدنين؛ ترتدي قبعة زرقاء، عليها شعار اليانكي. منتحلة حذاءا رياضيا ، أبيضا بخطوط سوداء، من نوع النايك المدرح؛ و سروال الدجين أزرق به عدة تقوب على مستوى الفخذ و الركبتان؛ و تيشورت أسود عليه صورة تشي غيفارا، و جاكيت جلدية – بوفون – لامعة...
ثم جال في خاطري : لامود ..أعمو....
فهاته الموضة ابتلى بها شباب اليوم كثيرا... فهي - والله يخلف عليها – من إنتاج المعامل السرية القابعة في حي الرحمة الشعبي، الموجود على هامش مدينة سلا.
إستوت على الكرسي من جديد، واضعة رجلا على رجل؛ شربت من فنجانها رشفة تكاد أن تكون صغيرة، بتأن و حدر شديد... تمنيت لو كنت مكان دالك الكأس....
أخدتْ نفسا عميقا... وضعت أصابعها على نطارتها السوداء؛ وجنتها حمراء. أدناها صغيرة، احدها مزينة بحلقة من دهب بها حبات الكريستال، تلألئ كالنور. أنفها كقمحةزرع تقبت الجلد لتتوسط وجهها الملائكي. فمها رسم بريشة فنان عظيم، تتدلى منه شفتان عليهم ملون أحمر خافت؛ توسطتهم أسنان مرصوصة، بإتقان، كبلور من العاج، بياضها صافي، أف ..أف... أف.... قدها نحيف يشبه قد عارضة أزياء على منصة العرض... قميصها الفضفاض يمنع بروز النهدين، أردافها نحيفة، لا أثر لترهلات؛ يدها ناعمتان؛ أظافرها طويلة، براقة، شفافة... باستثناء الأصبع الصغير عليه لون أزرق باهت، للفت انتباه العشاق المحتملين، على ما أطن؛ حركتها رشيقة، رياضية، إروتيكية... تبدو خارجة من صالون التجميل والتدليك، بعد حمام البخار و الأعشاب الأسيوية.
هدا أقسى ما يتمناه كل شاب أو رجل...بدأت أفكر: كيف سأفتح معها حوار و الأخذ و الرد في الكلام...
في هاته الأثناء، قطع النادل شرودي.
- السلام عليكم... آش تشرب أسيدى ؟
تم إلتفت الى يساره وقال:
- سمير...أنت هنا.... راه صحابك لتحت كي عينوك ......؟؟.
خجلت كتيرا من نفسي... وأنا أردد:
سمير ... سوسو... وكلت عليك الله في هاد النهار.
الى اللقاء .....تحياتي
الخميسات في 11/12/2014