هل قراءة الرّوايات مَضيعة للوقت؟
دعوة للتفكير في فوائد قراءة الرواية
نشر في 28 أبريل 2017 .
في الفترة الأخيرة ظهر الكثير من الأشخاص اللذين يعارضون قراءة الروايات و يعتبرونها مضيعة للوقت لا غير .
حاملين شعار " اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ... " داعين الى قراءة الكتب الدينة و الكتب العلمية ... إلخ .
الجميع يتفق معهم على أن القراءة عموما هي عملية معرفية ووسيلة للوصول إلى أعظم غاية وهي الفهم والإدراك ، كذلك إن الجميع مدرك أن قراءة الكتب العلمية والتاريخية والدينية والفلسفية تصل بنا تماما إلى تلك الغاية .
لكن لا يمكن إنكار وجود روايات تحوي كم هائلا من المعلومات التي يمكن للقارئ الاستفادة منها ، لا حصر فكرة الفهم و الإدراء على الكتب العلمية و التاريخية ... فقط .
المعارضون لقراءة الروايات يوجد منهم نوعان :
نوع خاض تجربة مع رواية فاشلة و أصدر حكمه على أن فن الرواية هو مجرد مضيعة للوقت ولا فائدة منه ، أما النوع الثاني فهو الذي لم يقرأ رواية أبدا بل أصدر حكما مسبقا بسبب إنغماسه في قراءة الكتب العلمية و التاريخية و ما شابهها دون أن يعرف عن الرواية شيء
في هذا المقال تحليل و تعداد بسيط لفوائد الرواية التي يجهلها أغلبية المعارضين و العازفين عن قراءة هذا الفن الأدبي .
- قراءة الروايات هي عبارة عن تذكرة مجانية للسفر لأماكن وبلدان و إكتشاف أزمنة وثقافات مختلفة و الاستمتاع بمعرفة خبايا و أسرار شعوب لم تكن تعرف عنها أي شيئ قبلا كما قال محمد الريطان في كتاب وصايا " بإمكانك أن تشعر بصقيع موسكو، وتشم رائحة زهور أمستردام، وروائح التوابل الهندية في بومباي، وتتجاذب أطراف الحديث مع حكيم صيني عاش في القرن الثاني قبل الميلاد! بإمكانك أن تفعل كل هذه الأشياء وأكثر .... " .
- قراءة القصص والروايات تنمي مَلَكَة التعبير وتُحسن أسلوب الكتابة وتطبع اللسان على فصيح الكلمات وتثري الحصيلة اللغوية وتساعد على فهم الآخرين بصورة أفضل ، حقيقة ان أفضل الكتاب و الروائيين الناجحين كانت بدايتهم مع الكتب بقراءة الروايات حين ينصح هاؤلاء الكتاب المبتدئين بقراءة الروايات فهي تعمل على تفتيح قرائحهم اللغوية و تتعود أقلامهم على حسن الوصف واللغة .
- التعود على قراءة الروايات تكسر الحاجز النفسي بين الشخص والكتب الأخرى. فالرواية بمثابة المقبلات وفواتح الشهية لقراءة الكتب الدسمة
- الرواية وسيلة لإثراء خيال القارئ فيتخيل القارئ الأحداث ، وطبيعة الأماكن التي يذكرها الكاتب ، ويُحاول التعاطُف أيضاً مع مشاعر الأبطال في الرواية . و عيشها بكل تفاصيلها .
أخيرا ما اود أن أقوله للأشخاص اللذين يعارضون قراء الروايات ، الروايات فن أدبي راق لا يجوز ان تستصغروه بل يجب إعطاء حقه على أكمل وجه .
و ما أريد أن أقوله للقارئ المبتدئ أن لا تشعر بالاحراج أبدًا من قراءة أي كتاب.. فأي كتاب مهما كان سيضيف إليك شيئًا جديدًا.. اقرأ أي شيء يحقق لك المتعة فالوقت الذي تستمع بإضاعته ليس وقتًا ضائعًا.
-
عبد الفتاحتائه بين حُلم و أمنية | أقرأ الكثير من الكتب | أكتب في موقع Bein Sports | أتوق لشيء إستثنائي لا يشبه الأشياء حولي
التعليقات
مقال رائع ،
وشكرا .
قبل عدة اسابيع اشتريت روايتان ، وحين رأتهم امي ..رمقتني بنظرة تعجب !! اشعرتني ان الذي بيدي ليس كتاب !!
مقال جميل .
بالتوفيق .