وقفة مع بعض آيات التوكل :

*********************

( وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ ۚ وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا (58) الفرقان .

فتجده سبحانه يستخدم مع التوكل اسم الحي وصفته الحياة التي لها لوازم وهي القدرة والسمع والبصر وغيرها وهي من الصفات الذاتية له سبحانه ، مؤكدًا بأنه لا يموت فلا نتهي هذه الصفات ولا تفنى ، ومن توكل على ميت انقطعت قوته وفني رزقه بموته فالتوكل على الحي الذي لا يموت هو الحق .

********************************************************************( وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217) الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (220) سورة الشعراء .

وهنا يأتي :

_ العزيز : الذي لا يقهر ولا يغلب ولا يرد قضاؤه سبحانه .

_والرحيم : وهو اسم مشتق من الرحمة وهو خاص بالمؤمنين .

ليقول لك أنه على عزته التي لا نقهر وقدرته التي لا تغلب قد يأتيك ما يؤلمك لكن توكلك عليه سينجيك ولن يبتليك إلا وهو يرحمك .

_ثم يأتي السميع : الذي لا يختلف عليه الأصوات ولا تكثر عليه الحاجات ووسع سمعه الأصوات .

_والعليم : الذي تم علمه سبحانه فيعلم ما كان وما يكون وما هو كائن وما لم يكن لو كان كيف سيكون .

وبينهم : أعلمك أن السجود والقيام بين يديه أشرف المواطن ، فالسجود بهيئته أشرف من القيام وهو قرب منه ، والقيام بتلاوته لأن القرآن أشرف الكلام .

والتوكل هو اعتماد القلب على الله تعالى, في جلب المنافع, ودفع المضار, مع ثقته به, وحسن ظنه بحصول مطلوبه, فإنه عزيز رحيم, بعزته يقدر على إيصال الخير, ودفع الشر عن عبده, وبرحمته به, يفعل ذلك.

**********************************************

فإذا ما استحضرت كل هذا قال لك :

وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3) الطلاق .

ومعنى ذلك: إن الله بالغ أمره بكل حال توكل عليه العبد أو لم يتوكل عليه.

....... غير أن المتوكل يُكَفِّرْ عنه سيئاته، ويُعظِم له أجرًا. .

فالتوكل الحق يعطيك الهدى إلى الحق .

ومن توكل على الله مستحضرا كل ما سبق هدي ووقي وكفي .

والله تعالى أعلى وأعلم .

فاللهم ارزقنا حسن التوكل عليك .

وحرره :

#حامد_الطاهر