هي :
تشاهد فيديو لرجل يفاجئ زوجته بهديّة ..
فترى زوجها ليس كبقيّة الرجال، وأنه لا يُبادر لإسعادها، و.. و.. و..
هو :
يستمع لأحاديث أهله، فيَجِدهم يتحدثون عن تلك المرأة التي تعتني بزوجها، والتي لا تقبل أن ينقصه شيء ..
فيبدأ بتذكُّر كل الأشياء التي احتاجها مِن قبل، ولم تستطع زوجته تلبيَتها له ..
في الكتاب الذي يحتوي على قواعد وأحكام كلها لصالح الإنسان .. هُناك وصيَّة :
{ وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا }
كم مِن زوج انخفض تقديره لزوجته، بسبب أنه يَمُد عينيه ؟؟ والعكس ..
كم من رجل وامرأة، وشاب وشابة، ومراهق ومراهقة .. فقدوا قيمة ما لديهم، بسبب أنهم يمدون أعيُنهم لما عند غيرهم ..
إن مددت عينيك لما عند الناس :
صغر في عينك ما عندك ..
إن مددت عينيك لسعادة الناس :
صغرت في عينك سعادتك ..
إن مددت عينيك لنجاحات الناس واحتفالاتهم :
صغرت في عينك نجاحاتك واحتفالاتك ..
مشكلة البعض :
أنه يظن أنه لا بُد أن يرى حياة الناس، ليَسعى لمجاراتهم .. وبهذا يرضى عن نفسه ..
والحقيقة أنه بهذا النَّسَق :
سيمضي حياته بالجري لاكتساب كل ما يعجبه عند غيره في سبيل أن يرضى .. ولن يرضى ..
وأُضيف شيئًا :
وهو أنه ليس كل ما نراه، هو نمط دائم لهؤلاء ..
التي تُظهر لحظاتها الجميلة :
ليست كل حياتها لحظات جميلة ..
والذي يُظهر نجاحاته :
ليست كل حياته نجاحات ..
بل أن ما يعرضه، قد يكون هو نجاحه الوحيد ..
والذي يصوِّر تلك الرحلة الممتعة :
هو في الغالب لا يستمتع بها بالقدر الذي يُصوِّره لنا ..
أخبرك سِرًّا ؟
أعرف امرأة صوَّرت إحدى احتفالاتها مع زوجها ويَدها لا تفارق يده، في منظر مَلِيء بالحميميَّة ..
وبعد شهر :
أصبح زوجها : طليقها !!
هل هي عين !!؟
أبدًا !!
فقد كانت حياتهم جحيمًا طيلة ما يُقارب ١٥ عامًا !!
ولكنها في تلك اللحظة، اختارت أن تظهر أمام مُتابعيها وكأنها الزوجة الأسعد على الإطلاق ..
أخيرًا :
حتى فراغك، لمصلحتك ألَّا تملأه بالنَّظر لما عند الناس ..
فالحياة فيها أشياء جميلة وممتعة تملأ بها فراغك، دون أن تضرك، كالضَّرَر الذي يُصيبك عندما :
تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ ..
-
صالح الطويّانمُدَرِّب وكاتِب | الحَيَاة الطَّيِّبَة، هِي مَا أُرِيدهَا لِنَفْسِي، ولِلْعَالَمِين ..⚘