هدوئك بجنبي ببراءة طفولتك توحي لي أني في ابداع معك، لست أراقب كل شيء مني سوى أن أبتسم لك أنا الأخرى لأبادلك التحية الصامتة ، لسنا نتجاهل سويا حلو الأمل و لا مرارة عيش الأمس ، أتركي لي مجال يا صغيرة أنظر فيه إلى متسع عينيك فالبشائر منها تنطلق و شعاعات النصر راحلة لتسكن في قلبي فتفرحه و تدغدغ مشاعري فتوقظ فيها سبات الألم لتمحيه من ذاكرتي و أنا أحتاج لهذا الصنيع منك ، لتخبرني و في صمت أن النصر يحدوه انجاز و قد تحقق ، و الضحكات منك ما هي إلا ضربات تفوقية مالت حيث أجلس بالقرب منك أحاكيك و أسألك برفق من عباراتي لتسع مستواك الصغير ، إذا كان للعون من عينيك بريق جديد أخفيته عني فاني بابتسامتك سأكشف منك رسالة الحب التي تحملينها لي ، و قد أخذت قلمي و بدأت تقليدي في كتابة سطر أو اثنين ، أضحكتني لأنك رائعة حقا و جسدك لم يصل بعد إلى صحائف أوراقي تريدين أن تصبحي كاتبة على مقاس ارتجالية الكبار و هو ما كنت أفضله في بداياتي مداد يجري في عروق قلمي نهرا أو بحرا قد يجرف رجليك المتدليتين على كرسي أكبر بكثير منك لكنك هامة لأنك صرت في لحظات تحد ، جميل جدا إصرارك بنظرتك لي لكني تفطنت في أن لا أجيبك على تكهناتك لغد سيكون لامعا و قد أوصلت لي رسالته بالتمام ، لا تقلقي بشأن تركيزي فأنا أجلس لجنبك و يكفي أني أكتب عن ذاك السحر الذي ملأ عينيك القويتين بملامح السكون الذكي .
جميل أن أسكن في عالمك يا صغيرة لأنه يأخذني إلى حياة أخرى غير التي أحياها الآن ، حياة تعطيني نفسا آخر و منطلقا جديدا ، خلته سأفقده في يوم من الأيام و لكن مجالستك لي و أخذك لقلمي في تحد منك لرنة إبداعي جعل فكرك يتهلهل في بساطة من مقام الزاهدين ، يكفيك وصفا مني لشموخ الأبهة لديك ، صغيرة أنت و الجمال يحدو محياك في كبر من عبقرية التفنن في نظرتك الساحرة ، صغيرة أنت في جلستك
على مكتبي و لكن كبيرة فوق العادة على مكاتب سفراء المهام الصعبة ، حقيقة لم تصعبي لي شيئا و إنما اكتفيت برسم ابتسامة ساحرة ترجمت منها مقالا بطول صفحة ليقول لأطفال العالم الأبرياء أن الغد أحلى بكثير من حاضر اليوم المثقل بهموم عصر تلون فأفسد و أفقد نكهة الحياة الجميلة في ماضي أمنياتنا ، تفضلي صغيرتي من ستصبح بمقام السيدات الكريمات و اجلسي مكاني لتبدئي تعلم قواعد لعبة الإبداع لأني يوما ما سأحتاج لأن تأخذي مكاني بعد أن أخذت دروسا وافية في نقش حرف الإبداع ...هو لك صرح سلمته إياك و لو لم ألحظ سمات الاحترافية من عينيك لما قلت لك هذا الكلام...تفضلي و اكتبي ما شئت و سأصحح لك شكل الحروف لكني لن أغير من مقام الكلمات شيئا لأني سأتركك تخفقين مرة و مرتين حتى أبتسم بدوري لتمام الأمل من عينيك..أحتاج لنواميس الحضارة منه و أعتز جدا بفوانيس ضيائه ، فالكل متعب من ثقل الحياة لولا فسحة الأمل..دعيني أطبع قبلة على خدك الوردي لأشكرك على تحديك لي من على مكتبي .
-
د.سميرة بيطاممفكرة و باحثة في القضايا الإجتماعية
التعليقات
دعي الصورة مثلما هي لا مثل ما تريدين
فإن تدخلت فيها يد الكبار فسدت اللوحة
يقول بيكاسو:- عندما كنت صغيرا حاولت تقليد الكبار سنيين واستطعت ان أكون .
لكني عندما حاولت تقليد الصغار برسومهم وأنا كبير فنيت
حياتي كلها لأجل ان اقلدهم ولم أنجح .
في إنتظار كتاباتك القادمة بشوق