- أحببتيه ؟
= بالطبع أحببته ، أحببته كثيرا أصبح هو شريك لى بكل " تقلباتى المزاجية " ، أخترق تفاصيل يومى البسيطة وأهتم بها وكأنها مثل القضايا الشائكة التى تهدد الوطن !!
- إذَا وما المشكلة في ذلك ؟!
= المشكلة لم تكن بي ، المشكلة به
- كيف تكون المشكلة به وهو يفعل لك كل هذا !
= هو يحبنى أنا متأكدة من ذلك ولكنى لم أكن الحب الأول بحياته ، كان لديه تجربة مسبقة في الحب ولكنه بعدها أصبح غير الآن تماما ، عندما كان يخبرنى عن تفاصيل ما في علاقته السابقة كنت أجد تعبيره عن الحب مختلف ، أجده يفعل كل ما بوسعه لإسعادها من صميم أعماق قلبه ، هو بالطبع يفعل كل ما بوسعه لإسعادى وأنا أقدر مجهوده المبذول هذا جدا ولكنه لم يكن مثل ما كان يفعله في السابق ، ما كان يفعله مختلف مختلف تماما ، إختلافه لم يكن في فعله لإسعاد من معه ولكن في التعبير عن ذلك ، وهذا الفارق كبير جدا بينهم !
" إختلافه لم يكن في فعله لإسعاد من معه ولكن في التعبير عن ذلك "
ظلت عالقة بي تلك العبارات منذ أن غادرتها بعد ما حاولت بدورى أن أبعث بداخلها كلمات مرطبة لأحاسيسها الجفة ، هذا أمر يكن طبيعي في بداية العلاقة ، المهم هو تأكيد حبه دائما لكى وتقديره لكى ، مدام مطمئنة من حبه لكى فيمكن أن تكون تلك مجرد مهاترات تملؤها خيالاتك او فطرة الغيرة إنفطرت بداخلك جعلتك تقيمى الوضع بتلك النظرة ، مجرد عبارات مسكنة حاولت بها إنطفاء نيران ما بداخلها
و أشياء من هذا القبيل ... !
إلا أننى حينما تركتها وأنا تلك العبارات لم تفارقنى حتى الآن ، ودائما أحاول أن أتغاضي عن طرح السؤال المحفور في ذهنى منذ ان ألتقيت بها وهو
ما الفارق بين علاقته بها وعلاقته السابقة ؟!
دعونى أصغ السؤال بشكل أعم :
ما الذي يجعل الإنسان يغير من أفعاله برغم تعرضه لنفس نوع التجربة في المسبق ؟؟
الوقوع بالحب ليس سهلا ، الحب أعظم حرب تنتشل قلبك من أعماق ضلوعك لتخترق تلك الحرب جسدك وتتغلل بأدق تفاصيل آلامك لتترك أثرا بك لا ينسي أثر ما دمت تبحث عن عبارات للتعبير عنه فلا تجد فهو مزيج غريب بين الضعف والقوة والإحتياج والقدرة على الإحتواء هو التوازن النفسي والتذبذب بالقرارات و الوجود والعدم و الألم والأمل
لذلك مهما وضعنا من قوانين وخطط وفلسفات لمواصفات " فتى الأحلام " تأتى رياح الحب بما لا تشتهى سفن عقلك لتخترق كل تلك التوقعات وكل مخططاتك وتقتحم عن عمد خصوصيتك ليأتى بقوته الناعمة الذى يمتلكها ليضع قوانين أخرى له من جديد ، وتبدأ من هنا خلق قواعد عشق مناسبة لمن تريد محبته لتهدئة عقلك من تساؤلاته عن الخطط المسبقة التى كانت دون جدوى حينما حضرت قوة الحب الناعمة ، حالة من الإندماج تصحبك للإنعزال عن كل ما هو يجب فعله وما يجب فرضه وكل ما يمكن ان يكون بإستخدام العقل ، انت تريد الإستمتاع بشعورك الحالى فحسب .
تغرق في لذة الحب مع من تحب لا تسمع لما يشير إليه العقل مُبرهنًا عن ذلك بأن البصيرة دائما تنتصر على البصر في النهاية ، تغلق أعين قلبك عن كل مفروض يحتمه عليك عقلك ليرد قلبك بأنه مرفوض ، فقط إستمتع بما تعش به الآن فحسب .
ولكن مثلما جاء نسيم الحب خافتَا ليخترق حياتنا دون سابق إنذار فإنه يختفي دون سابق إنذار أيضا ليأتى العقل بدوره يحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه لما تسبب من أذى للقلب و الطبيب ( العقل ) يضع قوانينه بعد ذلك وهى القوانين الجفة المجردة من كل مشاعر تأتى بنا إلى إحياء العاطفة مرة أخرى تفاديا للوقوع في آلام أكثر من ذلك ، فقط تريد العيش بسلام في عزلتك متفاديا كل من يحاول ضمد جرحك أنت فقط أغلقته ولا تريد من أحد علاجه دعونى وشأنى فقط .
ولكن الله حينما خلقنا خلق بداخلنا فطرة اللجوء للقلب والعقل معا لذلك تلك الفترة لا تدم طويلا لتعود من جديد وتشعر أن قلبك قد شاخ على تلك المشاعر قبل الآوان فتريد أن تعيد له شبابه من جديد فتحب وتعشق لتصطدم بواقع أن جرح قلبك جعلك تتغير ، أنت لم تكن مثلما كنت عليه أنت أصبحت أكثر صلابة من قبل ، أصبحت تلجأ لعقلك وتسمع لإنذاراته ، خطواتك أصبحت صحيحة عما سبق ولكنك خائف ، نعم أنت خائف من الوقوع بالحب كليا ، أنت تحب على إستحياء خوفا من أن ينفطر الجرح من جديد بداخلك ، خائف من الوقوع في الحب فتلجأ للوقوع في الشك في التذبذب في الخوف ، أنت خائف وهذا ما يعكر صفو إمتاعك بالحب أنت لا تترك نفسك على سجيتها لم تعد تستمع للقلب فإنك تراه صديق غير مؤتمن عليه ،
أنت إعتدت الفقد منه من قبل ، فلا تريد أن تفقد ما تبقي من أشلاء عاطفتك تريد أن تحب لتحيا ولكن على إستحياء لكى لا تنغمر به فتصفعك عاطفتك بواقع العقل الأليم مرة أخرى ليصبح ما تبقي من مشاعرك رماد فتجد نفسك صلبا أمام العبارات الممزوجة بالعاطفة لأنك كنت تريد أن ترحل من تلك التجربة الأليمة بنهاية أفضل من ذلك يمكن أن تكون نهاية موت ولكنها فاقت توقعاتك لتصدمك بواقع نهاية جافة بقرار مصحوب بين كلا طرفيكم لتترك أثرا أعمق وأكبر من أثر الموت تعلم لماذا ؟! نعم إنك تعلم جيدا ،
تنمنى ذلك لأن الموت شيئا حاسما ولكن الإبتعاد دائما مصاحب بالإحتمالات التى يكتبها لك قلبك ليعجزك عن الوقوع في حب جديد بكامل مشاعرك فتجد نفسك شخص غير مكتمل أصبحت نصف مشاعر نصف عقل نصف قلب وبالطبع نصف إنسان ،
لتأتى بطرف تكون أنت أعظم آلامه ليقول :
" إختلافه لم يكن في فعله لإسعاد من معه ولكن في التعبير عن ذلك "
-
jihad elkadyضع قليلا من العاطفة على عقلك حتى يلين و قليلا من العقل على قلبك كى يستقيم