السن بالسن و البادىء أظلم
سميرة بيطام
نشر في 30 غشت 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
سابقها كثيرا بسيارته على طريق سيار مليىء بالمخاطريبغي معها مزاحا ، و المزاح مع المثقلين بالرزانة لا حدث، و كأنه يريد تبليغ حماقة مجهولة العنوان ، و ما أثار حفيظتها أن العنوان هو مركبتها ،هي قصة من حقيقة الطرافة و من الخطر ما يجعلني اكتب بعض الأسطر و ستكون كفاية لأنها سذاجة ، و سأركز على ردة الفعل الحكيمة من المنافسة ، هي لم تختر منه خصما لكنها صارت خصما له.
كانت البداية يوم رجعت من عملها مستقلة سيارتها على أقل من مهلها في مساء غامر بالمتاعب ، و لما انتصفت الطريق السيار بدأ الإزعاج على بعد أمتار مرة بتجاوز معاكس لرغبتها في أن تبقى هادئة و مرة بنظرات تشمئز لها الروح ، لكنها اعتبرت الأمر عابرا..و في ثقافة المشاكسين لا يكف اللعب نهايته حتى يرى النتيجة قد تحققت..
لا علينا ، يستمر بها المسير و تتنحى لأقصى اليمين حتى تلغي وساوس المطاردة لها و حتى تسمح المجال واسعا للمسابق عله يرحل بعيدا عنها ويتوارى عن الأنظار ، لكنه يلتحق بالتمهل لأنه يريد فعلا زرع القلق في راحة بالها ، تزيد لتوها في السرعة لتترك مجال الخطر لأهله فالأمر لم يعد معاكسة و فقط و لكن خطر في السياقة لأنها محاصرة بتصرفات جنونية منه ، و تنفرد بالتموج يمنة و يسرة لكي تغيب عن الأنظار وسط كوم هائل من السيارات ، و لكن المطاردة مستمرة لتصل حد محاولة إخراجها من حدود النظام في الطريق ، هنا شعرت بالخطر المداهم و المتكرر ، ففكرت في أن تنسيه تاريخ ميلاده بلقطة فنية رائعة جدا حينما غيرت الطريق كلية لتركن على الرصيف عله يتوقف عن الصخب و تتوقف الحماقات ، أطالت الوقوف بجنب السيارة و إذا به يلحق بها لكن في تمهل منه و هو دليل فهم منه أنها غيرت البرمجة القيادية لديها، و تركته لحين مر عليها ، و كان منها أن ازدادت يقظة بعد أن كانت متعبة في البدء ، فهي الآن تريد إزعاجا للخصم لن ينتهي في نية واضحة المعالم بعد أن التقطت أرقام لوحة سيارته في هاتفها ، كاحتياط أخير و كملجأ للعقوبة الرادعة.
انطلقت تمخر موج التوتر و زادت في السرعة لدرجة كادت تصل للتهور ، لكنه موزون لأنه كان لأجل زرع الخوف أكثر ، و لما أدركته قريبا جدا سابقته بتجاوز خطير منها لترد المرة بالمرة و الفعل بالفعل ثم توجهت لأقرب مركز للشرطة و بلغت عنه.
الحكمة من هذا التعدي أن المرأة هادئة و إن أثرت فيها شعورا بالاحتقار أهانت فيك رجولتك ، فلا تحسبن كل أنثى ضعيفة و لا تظنن سباق القوة ينجح دائما ، فما تدربت عليه المرأة من محن الزمان كفيل أن يعطيها الإذن بالرد بالمثل حينما سن قانون السن بالسن و العين بالعين و البادئ أظلم مبدأ العدل للحيارى و لكل واحد منا الحق في اقتصاصه على الشاكلة التي ترضيه.
-
د.سميرة بيطاممفكرة و باحثة في القضايا الإجتماعية