قيل لي قد دقُّ ناقوس الحب بين اثنين ،وفاضت المشاعر و التقت الأحاسيس، وزادت دقّات قلبيهما حتى كادت تخنقهما، و أصبح كلّ منهما يرى في الثاني مكمّلا لشخصه ،فلا حياة لأحدهما بدون الآخر،ولا أمل إلاّ بعد لقائهما
و قيل لي
أنهما كإشراقة الشمس عند اللّقاء
و كقطع اللّيل في ظلمته ووحشته عند الفراق
و ما دام الحب لباسهما، فعبير الزهر هو عطرهما ، و نسيم البحرعند المغيب هواء رئتيهما ، والكلمات الساحرة غداؤهما، و تغاريد البلابل على أغصانها الميّادة هي كلّ ما تلتقط أذناهما.
ووقفا سويّا على الشّاطئ،و قادتهما أفئدتهما عبر أمواج البحر الهادئة وغرقا في بحرالغرام.
و لكن...
قيل لي بأنّه لم يكد اللّيل يعسعس و الصّبح يتنفّس،حتّى دوّى الرّعد ، و اضطرب البحر، و هاجت الأمواج ،و قذفت بالمحبّين إلى الشّاطئ ، فنظر كلّ واحد منهما إلى الآخر نظرة لوم ، وحقد، وعتاب ثمّ افترقا...
عجبا أهذه حصيلة كلّ هذا الحبّ؟
بأيّ ماء أُخمدت نار الشّوق؟
كيف تحوّلت سنين العمر الخضراء إلى هجرٍ و خصام؟
كيف أصبح البعد رحمة بعدما كان عذابا؟
أم تراه حال الفؤاد المتذبذب، و العشق الكذّاب ، و الظاهر الخدّاع