السوشيال ميديا .. سلاح ذو حدين :

لا نستطيع انكار أنه بفضل مواقع التواصل الاجتماعي (السوشيال ميديا) أصبح العالم أشبه بقرية صغيرة ، فهو يجمع بين جميع الناس بالرغم من اختلاف خلفياتهم العلمية و العملية و أعمارهم و جنسهم و مستواهم الفكري و الثقافي و غير ذلك ، و هذا له الركن له جوانبه المفيدة و الضارة في نفس الوقت و تحديد نوع أي من هذين الجانبين يعتمد على الغاية و الهدف من استخدام الناس لهذه المواقع .

لا نستطيع تجاهل المميزات العديدة و الغاية المفيدة من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ، فهو سهّل علينا التواصل مع الاخرين بشكل سريع و فوري و بطرق مختلفة تماماً عن الطرق التقليدية القديمة ، كما يساعد في نشر أفكارك الى الناس و ينقذك في الوصول السريع الى المعلومات ، و يجعلك تتعرف الى أشخاص جديدة من الممكن أن يكونوا أشخاصك المفضلين فيما بعد.

الكثير يدرك فضل وسائل التواصل الاجتماعي بالنسبة لهم و يدركون المنافع و المزايا من السوشيال ميديا ، على الرغم من الفوائد العديدة لهم لكنّا نتجاهل سلبيات و مضار هذه المواقع بالنسبة لنا و بالنسبة للأجيال الأخرى، لا نستطيع انكار الايجابيات و لكن علينا ايضاً عدم التغافل عن السلبيات و المضار التي من المؤكد أن تعكسه هذه الوسائل على حياتنا اذا تم استخدامها بالشكل الخاطئ .

وسائل التواصل الاجتماعي قادرة على هدم مجتمع و بناء مجتمع اخر:

تملك هذه الوسائل القدرة على بناء و هدم المجتمعات بناءً على طريقة استخدام المجتمع لها ، فهناك العديد من الأشخاص يقومون في بناء علاقات مع أشخاص وهميين لا أصل لهم ولا حقيقة لهم على أرض الواقع مما يسهم في تدمير شخصية الفرد و احباطه فيما بعد ، كما يسهم في جعله منعزل عن الواقع و الأشخاص الواقعيين و تحوله الى شخص الكتروني مع حسابات و أشخاص الكترونية مجهولة الهوية .

و هناك أشخاص أخرى يستخدمون هذه الوسائل في نشر أفكارهم و عقلياتهم السلبية التي تشجع و تُحرض على الفساد و هدم الأجيال و هلاك الأخلاق و القيم و المبادئ .

و هناك من يأخذها وسيلة للنصب و الاحتيال على الناس.

في نهاية الأمر يجب علينا معرفة و ادراك ما نقوم بفعله على هذه المواقع و استخدامها بالطريق الصحيح الراشد ، كما يجب علينا عدم الانفصال التام عن الواقع و الحياة الحقيقية و الارتحال لأشخاص و مواقع وهمية ، يجب علينا الاعتدال و التوسط بالاستخدام .

و يجب علينا الاقتناع بأننا نحن البشر قادرون على بناء مجتمع كامل و اصلاحه بالاستخدام الصائب و الصحيح لوسائل التواصل الاجتماعي و قادرون أيضاً على هدم مجتمع و افساده بالاستخدام الفاسد لهذه الوسائل و بالتالي الحاق الفساد و الدمار الشامل لحياتنا و شخصياتنا و أجيالنا الحالية و المستقبلية .

لذا هيا بنا نسعى للتجديد و البناء و الاصلاح و ترميم الفساد و الالحاق بالخراب و استقبال الأجيال بما يجعلهم على استعداد لاستقبال اجيال اخرى لمنفعتهم و ارشادهم .