شراء العقارات عن طريق القرض الربوي خوفًا من التسريب - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

شراء العقارات عن طريق القرض الربوي خوفًا من التسريب

  نشر في 30 يونيو 2019 .

الحمد لله وكفى، وسلام على نبيه الذي اصطفى..

بداية الله عز وجل قال: "وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا" (البقرة: 275) وعن جابر رضي الله عنه قال: "لعَن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله، وكاتبه وشاهديه، وقال: هم سواءٌ" (رواه مسلم) والإجماع على حرمة الربا؛ فالربا محرم بالكتاب والسنة والإجماع من غير أي شك؛ وكذلك فالربا من الموبقات السبع التي دعا النبي عليه الصلاة والسلام على اجتنابها كما عند البخاري ومسلم.

أخذ القروض من البنوك الربوية:

أخذ القروض من البنوك التقليدية يترتب عليه ربا، فلا يجوز أخذ هذه القروض؛ لأنه يترتب عليها ما يسمى عند العلماء ربا النسيئة وهذا عين الربا المحرم بالكتاب والسنة والإجماع كما ذكرنا، وغير أن هناك الكثير من المحرمات عندما ذكر الله عز وجل حرمتها قال: " فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" (البقرة: 173) فالشريعة الإسلامية باقتصادها الإسلامي فيها شفاء ورحمة لكل هذه الأزمات، فوضع الله عز وجل لنا قاعدة شرعية وهي (الضرورات تبيح المحظورات) فإن تَمَلك البيت من مسلم خوفا من أن يتَملكه يهودي حربي من آكد الضرورات، أو أن يتم تمَلكه من يهودي حربي فهذه كذلك ضرورة، ودفع الضرائب الباهظة التي تفرض على أهلنا في القدس المحتلة وأهلنا في الداخل المحتل تدخل ضمن الضرورة؛ وخلال تطرقنا إلى هذه القاعدة فإنه يندرج تحتها قاعدة (ما أبيح للضرورة يقدر بقدرها) فوضع لنا شرط أن يكون غير باغ لذلك المحرم وأن يأخذ بقدر حاجته وأن لا يعود له ما لم تلجأه الضرورة.

وقال د. علي القره داغي -الأمين العام للإتحاد العالمي لعلماء المسلمين- إن البقاء في الأرض والحفاظ على الهوية ضرورة تتعلق بكلية الدين وبكلية النفس وربما ببقية الكليات، وأضاف: نقول: يجوز لهؤلاء أن يأخذوا هذه القروض من الدولة لبناء مساكنهم بالشروط الآتية: أن لا يكون لدى المقترض مال كاف لبناء أرضه وتعمير مسكنه. أن لا يكون هناك بديل شرعي آخر، مثل توافر البنوك الإسلامية القادرة على هذه التمويلات.

وإن الناظر والمتأمل لحال ووضع الشعب الفلسطيني في الداخل المحتل، وبما أننا تحت احتلال جائر مستبد فنقول كما ذكر د. رفيق يونس المصري بالقاعدة الشرعية (يختار أهون الشرين)؛ فلا حرج بأخذ القروض الربوية من البنوك التقليدية في حالة عدم توفر البديل الشرعي لها مثل أي مصرف إسلامي -مع محاولة إيجاد البديل إن توفر-، وأهلنا في الداخل المحتل والقدس المحتلة لا تتوافر عندهم البنوك الإسلامية، ويشترط أن يكون هذا القرض بلا إفراط أو تفريط وإنما لسد الحاجة كما ذكرنا سابقا، ويمكن أخذ هذه القروض لسداد الضرائب باهظة الثمن للحفاظ على المحلات التجارية من الإغلاق أو التسريب وللحفاظ على هوية البلد واقتصادها وكذلك مراغمة للعدو بالبقاء فيها مهما حل بأهلها ومهما فرضتم ما فرضتم من الضرائب التي تصل إلى أكثر من 150 ألف دينار، ولا حرج بأخذ القرض لبناء أو شراء العقارات من فلسطينيّ الأصل خوفا من التسريب أو من يهودي حتى لا تذهب إلى يهودي آخر.

وكان النبي عليه الصلاة والسلام يحث المسلمين ويضمن الجنة لمن يستطيع أن يأخذ أو يساعد بأخذ شيء من اليهود كما عند البخاري "من يشتري بئر رومة فيكون دلوه فيها كدلاء المسلمين" وقال كذلك "من يحفر بئر رومة فله الجنة" وكان هذا البئر ليهودي كما عندي البخاري.

ومثل هذا التعامل يدخل ضمن باب الهندسة المالية الإسلامية، ذاك المصطلح المعاصر لمثل هذه التعاملات، والتي هي العلاج المناسب للأزمات التي يشهدها العالم العربي والإسلامي.


  • 1

   نشر في 30 يونيو 2019 .

التعليقات

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا