إن أذناب البقر الداعون إلى مقاطعة عبادة رب البشر إنما يدعون إلى قطعة من الهلاك راكبون على موجة مقاطعة غلاء مواد الاستهلاك فهل سنتحول من مقاطعين إلى قطيع؟! لا ورب الكعبة لن نسمح بالاستحمار من الموالين للاستعمار.
لقد ظهرت حملة مقاطعة لشعيرة الحج والعمرة في وسائل التواصل الاجتماعي ببعض دول المغرب العربي (تونس والجزائر والمغرب).
هذا وقد تعددت أسبابها وأهدافها فالأهداف كانت اجتماعية واقتصادية وسياسية وأما الأسباب فكانت كالأتي:
- عدم احترامها حياة الحجاج بسبب المآسي التي يتعرض لها الحجاج في ازدحام قد يكون سببه فتح الطريق لبعض الأمراء لممارسة الشعائر كما حدث لمئات الحجاج الذين لقوا حتفهم في أحد الموسم في ظروف غير إنسانية.
- التكلفة الباهظة التي تُفرض على الراغبين في أداء مناسك الحج والعمرة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد العربية المغاربية.
- صرف أموال الحج لتحسين أوضاع البلاد والعباد (الفقراء منهم خاصة).
- دفع السعودية إلى مراجعة سياسة تدخلها في قضايا العالم العربي وتخريبه باستخدام أموال الحج في العدوان على دول إسلامية مثل سوريا واليمن وهذا مخالف للشريعة الإسلامية لذا وجب الامتناع عن الذهاب إلى الحج طالما استمرت العربية السعودية في سياستها تجاه العالم العربي.
- معاقبة السعودية على خيانتها لملف تنظيم كأس العالم لكرة القدم 2026 بالمغرب.
لم نكن نستغرب عندما نسمع ملاحدة كفار أعداء الإسلام يدعون لمقاطعة مناسك الحج بدعوى أنها عبادة أوثان من بقايا الجاهلية الأولى لكن الذي نستغرب له الآن هو صدور هذه الدعوة تحت مسمى ''تعطيل إلى حين'' من جهة كنقابة الأئمة بتونس وعليه وجب الرد الشرعي. فهل يجوز مقاطعة الحج والعمرة بدعوى أن القائمين عليها يرسلون أموالنا لأمريكا؟! وهو سؤال قديم جديد يعرف بهل يجوز تعطيل بعض شعائر الله في بعض الأزمنة للضرورة كما يستدل بعض الناس أن عمر رضي الله تعالى عنه لم يقم حد القطع في عام الرمادة لما اشتد الجوع؟
الجواب: الأصل في شعائر الله تعالى أنها لا تعطل، وحدود الله لا تعطل.
فالحج ركن عظيم من أركان الإسلام الخمس، ومن استطاع الحج وتوفرت فيه شروط وجوبه، وجب عليه الحج والمسلم لا يسمي مسلما إلا عندما يستسلم لله وينقاد له فلا يعترض على أوامره ولا يرد أحكامه. وإن الحج لمن أعظم العبادات التي يتجلى فيها الانقياد التام لله والمتابعة المطلقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، إن الحج عبادة توقيفية فلا اجتهاد فيها مع النصوص الشرعية فهي حق لله عز وجل لا حق لأحد فيها فهو المشرع لهذه العبادات وحده كما قال تعالى {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} فنحن نحج إلى بيت الله لا إلى آل سعود وفي مثل هذا سئل الحسن هل تجوز الصلاة خلف إمام مبتدع؟ فقال صل وعليه بدعته. ''فأَعْطُوا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا للهِ للهِ'' عباد الله اتقوا الله يرحمكم الله.
-
كريمكناس79مدرس ومؤلف