بسم الله الرحمن الرحيم
في كثير من العلاقات تجد المرأة أن الرجل قد بدأ يملُّ من علاقته بها وبدأت طريقة معاملته لها تتغير، أصبح لا يهتم لأمورها كما السابق، لا يسأل عن أحوالها، لا يكترث لحزنها أو لغضبها، لا يُبالِي بفعلِ ما يعلم جيدًا أنه يضايقها، يدَّعي دائمًا أنه ليس لديه وقت للاستماع إليها في حين أنه لا يكون مُنشغِلًا في حقيقة الأمر، وغير ذلك من التصرفات التي تجعل المرأة تشعر بأنه قد تغير وأنه لم يعد ذلك الرجل الذي أحبَّته في البداية.
كثيرٌ من العلاقات التي تمر بهذه المرحلة تشترك في سبب واحد، وهو أسلوب معاملة المرأة للرجل، هناك طبعٌ أساسيٌّ في الرجال بصفة عامة منذ العصور البدائية وحتى تقوم الساعة، وهو ما يُطلِق عليه عُلماء التنمية البشرية بأن (الرجل صيَّاد)، بمعنى أن الرجل دائمًا وأبدًا يحب أن يسعَى وراء هدفه، والهدف الذي نتحدث عنه هنا هو المرأة شريكة الحياة، فالرجل يحب أن يسعَى دائمًا خلف المرأة، يتودَّد إليها، يتأنَّق في مظهره ليحاول جذب انتباهها، يهتم بأسلوب كلامه وبالتصرفات الصادرة منه أمامها، وما إلى ذلك، ولكن إذا بدأت المرأة في الانجذاب نحوه والتعلُّق به فهي غالبًا تقع في خطإٍ يُفسِد الأمر، وهو الاهتمام المُفرِط، فالمرأة عندما تتعلَّق برجل وتحبُّه تبدأ لا إراديًّا في الاهتمام بكل تفاصيله، فهي تريد أن تُشاركه كل تفاصيل حياته كما تريد أن يُشاركها هو كل تفاصيل حياتها، تتصل به كثيرًا على الهاتف للتحدث معه أو الاطمئنان عليه، ترسل له الكثير من الرسائل، تحضر له الكثير من الهدايا، فهي ترغب بالاحتفاظ به وإسعاده بكل الطرق، ولكن في الواقع هذا الاهتمام المُفرِط يزعج الرجل بمرور الوقت، يُفقِده الرغبة في بذل الجهد من أجل الاصطياد؛ فالهدف الذي كان يسعَى لأجله قد حصل عليه بالفعل، فلم يعُد يشعر بتلك المتعة التي كان يشعر بها خلال مرحلة محاولة الاصطياد وكسْب قلبها، لذلك فهو يشعر بالملل ويتغير أسلوبه في التعامل معكِ، وفي غالب الأحيان -إن لم يكن في جميع الأحيان- سيتخلى عنكِ ويذهب لاصطياد هدفٍ جديد.
ما عليكِ فعلُه عزيزتي، لا تُفرِطي في الاهتمام برجُل، لا تتعلقي به إلى حد الهَوَس، لا تتخليْ عن دراستك وعملك وصديقاتك وممارسة هواياتك لتعيشي فقط من أجله، لا تكوني كتابًا مفتوحًا أمامه بحيث يعلم كل أسرارك ونقاط ضعفك فيستغلها ويؤذيكِ، وإنما كوني متوازنةً في علاقتكِ به وتعامُلك معه، اهتمي به بقدر اهتمامه بكِ، لا تتلهَّفي للقائه في كل وقت، ثقي بنفسكِ وبأنكِ جميلة ورائعة كما أنتِ فلا تُعطيه فرصةً للتقليل من شأنكِ أو انتقادكِ أو تحطيم ثقتكِ بنفسكِ، حتى وإن قررتِ التحسين من مظهركِ أو طباعكِ أو التطوير من قُدُراتك فافعلي ذلك لأجلكِ أنتِ في المقام الأول وليس لأجل أن تُرضيه فحسب، لا تبذُلي كل طاقتكِ لإرضائه حتى وإن كان الأمر مُخالِفًا لرغبتكِ، لا تتنازلي عن مبادئك من أجل إرضائه، لا تجعلي الاهتمام به يأتي في المقام الأول على حساب صحتكِ وحالتكِ النفسية، لا تتقبَّلي كل مُزاحه بصدرٍ رحب إن كان يُضايقكِ، لا تكتُمي ألمكِ وتبتسمي في وجهه ابتسامةً زائفة حتى تُرضيه، بل تحدثي معه عما يضايقكِ أو يغضبكِ، اعترضي ولا تقبلي بإهاناته لكِ حتى وإن كانت على سبيل المُزاح كما يدَّعي، دائمًا عبِّري عن ذاتك، أخبريه بما تحبين وما تكرهين، وضِّحي له الحدود التي ليس مسموحًا له تخطِّيها في التعامل معكِ، ارفضي ما لا يعجبكِ، وثِقِي تمامًا بأن هذا سيجعل الرجل يحترمكِ ويُقدِّركِ ويتمسَّك بكِ بدرجةٍ كبيرة، والأهم من ذلك تذكَّري دائمًا أنه لا يوجد رجلٌ على وجه الأرض يحمل المفتاح أو التصريح الذي سيُدخلكِ الجنة، فبالتالي لا يوجد رجل يستحق أن تسعيْ خلف رضائه.
التعليقات
تعقيبا على ما تفضلت به وعلى مقال لك سابق عن اختيار الرجل الخاطئ..اتفق معك تماما لكن كما للمرأة حقوق وواجبات فالرجل ايضا له مثلها ...تطرقت للرجل فقط وماذا عن المرأة؟!
هناك بعض الخصال الموجودة في بعض النساء أيضا غير محمودة ونهى عنها المصطفى صلى الله عليه وسلم ومنها المرأة الحنانة المنانة وصفات اخرى لا يتسع المقام لتفصيلها...كتبت اخت أخرى هنا مقالا بنفس سياق مقال حضرتك ولكن اتمنى الإنصاف لكلا الجنسين ...كما الرجل عيوبا للمرأة أيضا ..لذلك ربي سبحانه وتعالى خلفهما من اجل التكامل..
دمت بود واعتذر عن الإطالة