عزيزي اللا أحد
في هذه اللحظة تماماً ، ينام العالم وأنت ، يتجول الهدوء براحة في أزقة الشوارع
بينما أنا يُماطلني النوم ويدفعني للوحدة
مؤخراً تبنيّت قلباً رمادياً !
"عالقاً في المنتصف ، لا يحدث أي فرق ولا يُثير الفضول أو أي ضجة ، مسالماً يحب الجميع من وراء تعب ، قلباً يحاول نفضّ غبار حزنهُ ، وفتح شرفات قلبهِ للحياة ، قلباً يبحث عن الأمل في غُرفهِ الأربع ، وعن الأشياء المُبهجة التي لم يحصل عليها ، يبحث عن أجنحة للتحليق وعن سماء عاليّة لا تزعجهْ ، يحاول اللحاق بعمرهْ يخاف أن ينفلت صنبور عمرهِ وهو في أوجِ نموه ، يّعذرهُ الجميع علي أنكماشته وروحهِ المُمزقة لإنه كان كل الالوان وأنطفئ ".
_رِيم الإدريسي
لا وقت لدي .. قاربت الثلاثين وأنا أشعر أن العشرين الماضية كانت زمنًا لم أعشه
ربما بالغت في أحلامي ، ربما ضحكت أكثر من اللازم ، أو بكيت كما لو أنني طفلة ، غالبا لا نعلم كيف ضاع الوقت ، لكننا نتفاجأ بالثلاثين كأننا نعتقد أن حياتنا ليست إلا عشرون مستمرة
لا أعلم متى انحسر العالم على نفسه ، وكيف صارت ملامح اليأس تغزو وجهي واحدة تلو الأخرى ربما سلكت الطرق الخاطئة أو بالغت في قول نعم ربما مددت يدي نحو أحلام الآخرين العالم يشيح بوجهه بعيدًا، عني
والخوف حجر ، تنتظر غرقه دوائر لا تحصى ويدي ، آهٍ ما أضعف يدي لقد شاخت وهي تمتد إلى الجهات الخاطئة ، فيدي يا عمري المهدور ، ليست إبرة بوصلة ، وأقدامي ليست مرساة سفينة ، وهذا الذي مضى كان الغرق وطوق النجاة رسائل في قارورة زجاجية ، تتكسر على حجر اليابسة أنا لست شخصا ضعيفا ،ولا أشيح بوجهي عن الأشياء التي قُدر لي عيشها ، لكن ما عرفته قبل يومين وما تعرفه اليوم ليس واحداً ،الحياة تسيل ،تجري ،تسابق البشر ،وهي كل يوم تغيرك ،تأكل منك ،تقضم من حواشيك ،توسع رقعة الخدر في قلبك ،وكل يوم تضيف إليك ،وتضخمك ،وتدق في قلبك مسامير المتعة والألم ،ولكنك متغير أبداً ،الأمر أشبه أن يكون للأمل ذراعان فتقطعهما الحياة لك ،فتسامحها في وقتٍ ما ،لكنك لن تستطيع عناقها"
ربما كنت جبانة ، قد تشارف على الوصول إلى خط النهاية ، وأنا بلا أشرطة حمراء تقطعها ، أنا يا عمري شريط أسود على طول امتداد المضمار ، ربما أدرك الآن لماذا كانت نسوة المدينة يصرون على إخفاء أعمارهن ، فمعظم الحياة تمر ونحن أجبن من أن نجرؤ على عيشها لم يكن من السهل علي يوماً أن أقبل مسألة الوقت، أو أن أسلّم بتبدد الفصول كما يفعل الأخرون، أو أن أرضى واعيةً بأن عاماً قد مضى وعاماً أخر قد بدأ. ففي هذا مايدل على عجزنا الأصيل وما يشير إلى أن المادة الأعظم لحياتنا موسومة بالضياع والتبدّد كيف يمكن لفترة طويلة كهذه أن تتضمن القليل جداً فقط كيف يمكن أن تُسرق منا ؟ أن تضيع منا الأشهر، الأسابيع ، الأيام، والساعات، تحديداً في أثمن مرحلة من مراحل حياتنا. حين تكون أجسادنا في ذروة نشاطها وانفتاحها أمام غزو أعنف المشاعر بصورة لن تتكرر أبدا
-
خاويةتخيفني العادية أن أعبر حياتي دون أن أعلق وهجًا على جدارها