كثيراً ما يسأل الناس أنفسهم ، "لماذا فعلت ذلك؟" لقد أدت محاولة فهم كيفية تفاعلنا مع البيئات المتغيرة والتفاعل معها إلى سنوات من البحث في السلوك البشري.

يدرس علماء الأعصاب وعلماء النفس الأساس البيولوجي لكيفية استجابة الدماغ في حالات معينة. و يشرح علماء الاجتماع مثل علماء الانثروبولوجيا العوامل التي توجه سلوكنا، ويأخذ المهندسون جميع هذه الدراسات لطرح تساؤلات عديدة عن كيفية التفاعل البشري والذكاء والنمو.

إن الطبيعة البشرية معقدة، وقد تساعدنا تخصصات مختلفة في الإجابة عن بعض الأسئلة المثيرة للاهتمام حول كيفية تفكير الناس وتذكرهم وتصرفهم في مواقف معينة.

تعتقد شيري ميزوموري ، أستاذة علم النفس تخصص علم الأعصاب السلوكي ، إن نظام الدوبامين أو نظام التقييم مهم للتذكير بهذا النجاح.

يُعرف الدوبامين بالنقل العصبي "شعور جيد"، وهو مرسال كيميائي ينقل المعلومات بين الخلايا العصبية. يتم تحريره من قبل الدماغ عندما نتناول الطعام وممارسة الرياضة وإرضاء العواطف و الغرائز الجنسية، مما يساعد على تعزيز السلوكيات المرغوبة عن طريق ترميز قيم المكافآت.

 درس علماء النفس وأطباء الأعصاب هذا الموضوع من خلال إجراء العديد من التجارب على نماذج الحيوانات التي تساعد في شرح كيفية وصول البشر إلى ذاكرتهم لتوجيه أفعالهم.

تذهب ميزوموري: إلى أن الأطفال منذ الصغر ، يتعلمون أنه إذا لم تكن النتيجة هي ما يريدون ، فسوف يتغيرون. "لقد تطور الدماغ البشري كثيراً عما سبق ليكون مؤشراً للنتائج".

يمكن التفكير في الذاكرة على أنها مستودع للتجارب الماضية التي نجحت ولم تنجح. عندما نضع في وضع جديد، نستخدم استراتيجيات تعلمناها من التجارب السابقة لتوجيه أعمالنا.

وفي هذا الصدد ترى ميزوموري: "إنك تقود السلوك بناءً على الذاكرة والسلوك (التوجيهي) بشكل صحيح في المرة القادمة".

يستخدم الدماغ دوائر القرار التي تدمج المعلومات حول القيم السابقة من الذاكرة وتقيمها مقابل حالتنا التحفيزية أو الداخلية.

هذا يمكننا من فهم كيف يمكن للدماغ تبديل السلوكيات أو تعلم سلوكيات جديدة باسم اتخاذ القرار المرن.

يدرس علماء النفس النظري السلوك البشري من وجهة نظر فلسفية واجتماعية. تجادل دراسة شائعة ما إذا كانت الطبيعة أو التنشئة - الوراثية أو المكتسبة - تؤثر على السلوك.

يوضح التسلسل الهرمي للاحتياجات ماسلو هرماً من خمس طبقات للنقص والاحتياجات. بمجرد تلبية احتياجات النقص - المستوى الأول - يسعى الناس جاهدين لتحقيق الذات والنمو الشخصي ، والسلوكيات التي تشمل الطبقة الخامسة من الهرم.

يعتبر الاكتئاب هو مثال مثير للاهتمام على السلوك عند تقاطع العلوم الاجتماعية وعلم الأحياء. تجادل النظرية السلوكية بأن الاكتئاب ينتج عن تفاعلات الناس مع البيئة، وتنص النظرية الديناميكية الديناميكية على أنها تنبع من الغضب الموجه داخلياً. أو فقدان احترام الذات.

على العكس من ذلك، أوضحت ميزوموري الاكتئاب من التحول السلوكي، أو وجهة نظر مرنة لصنع القرار.

يحاول الباحثون في التصميم والهندسة التي تركز على الإنسان تصميم تقنيات يمكنها دعم أو إحداث تغييرات في سلوكيات الأشخاص.

يقول غاري هسيه ، الأستاذ المساعد في مركز البشري لهندسة التصميم (HCDE): "الكثير من المشاريع البحثية التي نستكشفها مدفوعة بمشاكل العالم الحقيقي". "كيف نشجع المستخدمين على تناول طعام صحي أو ممارسة المزيد من الرياضة؟ هذه مشاكل تتعلق بالصحة تتماشى مع المشكلات المتعلقة بالسلوك ".

من خلال دراسة احتياجات وقيم مجموعات معينة، يتمكن الباحثون من تصميم التقنيات التي تشجع الناس على التواصل والتفاعل بطرق تحسين الرفاهية. في عصر البيانات المتنامي ، كما يتمكن المهندسون والعلماء من التعرف على الأشخاص من الشبكات الاجتماعية.

يعتقد هسيه "إن البيانات الرقمية تسمح لنا بدراسة الناس بطرق لم نكن نستطيع من قبل القيام بذلك بسبب عدم     توفرها ". "إنه يرتبط بأنواع التدخلات والتطبيقات التي يمكننا بناؤها."

يقدم السلوك البشري تعقيدات غير معروفة تنشأ عن عوامل ثقافية واجتماعية وداخلية وبيئية وبيولوجية. إن القدرة على دمج كل هذه التحديات التي سيواجهها الكثيرون لأجيال لمتابعتها. في عصر المواطن الرقمي.