حجارة الدومينو..بين الوقوف الهش..و السقوط اللإرادي
نشر في 20 يوليوز 2015 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
الكل يعلم أن لعبة الدومينو تتكون من أحجار ، هذه الأحجار إن سقطت تنتهي اللعبة .من انتهاء اللعبة سأبدأ المقال .لنقرب الصورة أكثر لو فرضنا أن الوطن العربي هو حجارة الدومينو ، و أن اللاعبين هم أطراف تؤثر على هذه الحجارة من الخارج ، فالحجارة في لعبة الدومينو تبقى ثابتة ما لم يؤثر عليها عوامل خارجية ، و لكن في المقابل يسقط الحجر الأول عندما يتعرض لتأثير خارجي ، و الأهم من ذلك أن الحجر الأول يُلقي بنفسه على الحجارة التي تقف خلفه ليسقطها ، فهو يأبى السقوط وحيدا ، و الذي يبقى على ما هو عليه هو المؤثر الخارجي ، فهو المنتصر أو الطرف الغير متضرر .
هذا الشرح لو قمنا بتطبيقه على الوطن العربي و اعتبرنا أن كل دولة هي حجر دومينو ، لفهمنا اللعبة جيدا .
قد يقول قائل أن التحليل بعيد و لكن أقول أن أقرب شيء لواقعنا أحجار الدومينو المتساقطة تباعا و لكن بعض الأحجار تحاول البقاء و الصمود ، ليس من باب أنها تريد أن تبقى لتنتصر ، بل لأنها تخشى على مصالحها و على مكاسبها .
بعض الحجارة هشة ، سقطت بصورة سريعة ، و بعض الحجارة تؤخر عملية السقوط ، و لكن ستسقط في نهاية الأمر ، و ستبقى الأرضية التي وضعت عليها الحجارة فارغة من حجارة قائمة بعد فترة من الزمن .
لنعود إلى بداية تشكل الأنظمة العربية ، فنحن لو نظرنا إليها لوجدنا أنها قامت بطريقة غريبة ، بعد زوال الإستعمار وُجدت هذه الدول ، و المهم في هذا أنها أداة للاستعمار ليس إلاَّ ، فعندما تنتهي المهمة ستسقط تباعا ليبقى المؤثر الخارجي هو الذي يتحكم بكل شيء ، يزيد من نفوذه و مساحة الأراضي التي يحتلها .
إن أهم ما هو موجود في الوطن العربي ، موقع استراتيجي ، مياه كثيرة و أراضي خصبة ، نفط ينتهي شيئا فشيئا لكنه ما زال موجودا ، الذي يسيطر على الوطن العربي يضمن السيطرة على العالم ، و تصبح القوة مختلفة تماما ، لكن نحن فشلنا في السيطرة على وطننا ، لنكون حجارة متهالكة متساقطة ، كلما سقط حجر أسقط آخر لأننا نتبع سياسة الإسقاط و لم نتبع سياسة البناء يوما ، فلو اتبعنا سياسة البناء لكنا سيطرنا على وطننا و النتيجة في النهاية معروفة .
في الوضع الذي نحن فيه يمكن لنا أن نقول فقط ، أن الحجارة التي سقطت لن تعود من جديد بسهولة ، و الحجارة التي تحاول التشبث أمام الريح العاتية ، نتمنى أن تتمسك بما بقى من خيوط نجاة ، و تتسمر مكانها و لا تسقط .
-
محمد حميدةمدوِّن فلسطيني