كان الهدوء يسود المسجد، الجميع انتهي من التشهد منتظرا إعلان الإمام انتهاء الصلاة بالسلام علي الملك الأيمن و الأيسر، لحظات قليلة جدا من الهدوء التام تسبق عاصفة التمتمة بأذكار ما بعد الصلاة التي يغلب عليها الإستغفار.
ما فتئ الإمام من الإنتهاء من الصلاة حتي أمسك بمكبر الصوت...
السلام عليكم، بعد إذنكم أريد منكم البقاء لدقائق معدودة تُحسب في ميزان حسناتكم إن شاء الله، حيث سيحكي لنا أخونا في الإسلام قصة أرجو من الله أن تكون لكم عبرة، لكي تشعروا أنكم في نعمة عظيمة ألا و هي "الإسلام"، فالحمد لله علي هذه النعمة و كفي بها نعمة، تفضل يا أخي...
أمسك مكبر الصوت بيديه الإثنتين، أصابه بعض الشعور بالخجل بسبب نظر الناس إليه منتظرين القصة التي سيرويها عليهم.
السلام عليكم...
أنا براندون إستس، ولدت في الثلاثين من ديسمبر عام 1987، كنت أعتنق المسيحية، وألان أن مسلم الحمد لله، لي أب صارم بعض الشيء، لم أره كثيرا في حياتي نظرا لانشغاله بالعمل دائما و أبدا، و لي أم هي المصدر الروحي الوحيد في حياتي، و لي أخت أذكر و أنا في الثانية من عمري أني كنت أشاهد معها فيلم الأطفال "ميلو و أوتيس" علي شاشة تلفاز صغير، أتذكر هذا اليوم بصعوبة لأنه كان أيضا أول يوم أدركت فيه نفسي، لكي أكون واضحا أدركت فيه أن لي وجود، و أننيأدركت هذه الحقيقة.
أتذكر أيضا أن هذه المرة الأولي التي أشعر بها بالحنين لمكان أخر كأنني مسافر في هذا العالم من نوع ما، و أنني حقا أشتاق إلي موطني، إنني أشتاق إلي الله علي الأقل، لكنني لم أدرك أنه هو حقا الذي أشتاق إليه إلا بعد فترة.
لا أتذكر الكثير من ذكريات طفولتي، علي الرغم من أني كنت أمتلك ذاكرة مذهلة لا يمكن أن تخطر علي بالك، لكنها تلاشت منذ بدأت في مرحلة الخمر تلك.
كانت حياتي من الجانب الديني مبنية علي تعاليم الدين المسيحي، لقد ترعرعت علي تعاليم المذهب الميثودي المسيحي، لم أعرف في حياتي غير ذلك المذهب و الكنيسة التي كنت أذهب إليها دائما، لم أكن حينها أعلم عن الإسلام شيئا، من هو "محمد" ؟ لا أعلم...
كنت أؤمن بجميع تعاليم المسيحية...
المسيحية دين رائع حقا...
لكن كان هناك شيء واحد يثير شكوكي...
شيء واحد فقط...
هل فعلا المسيح هو الله حقا؟
لك أكن أؤمن بهذه الفكرة علي الأطلاق، و في حينها كان يأتي لي قس شاب يلقني دروسا في المسيحية.
كنت اسأله دائما..
هل حقا سيدنا المسيح هو الله ؟
لكن كيف لخالقنا أن يصلب؟
و كثير من الأسئلة حول هذا القبيل، و قد كانت إجابته دائما واحدة...
"إنها حكمة الله، لن تستطيع أن تفهم حكمته أبدا"
يُتبع...
ملاحظة : القصة حقيقية كتبها براندون بنفسه، و ترجمها صديقي عمر، و أنا أقدمها إليكم...
-
يحيي إيادصحفي بجريدة "دنيا الفلوس"...