هو جبل شاهق وسط جزيرة معزولة في أعماق النفس، راسخٌ في تربتها الملأى بالمعاني كالحقيقة، تحيطه من جميع الجهات أفكار ورؤى وتصورات يعلن بها وجوده الفعلي في وعينا بصيغة أحكام وقواعد ومبادئ تستلهم مضمونها من علو يرانا ولا نراه، يدركنا ولا ندركه.
يعلو صوته حيناً وينخفض حيناً، لكن ما يميزه أنه يعرف جيداً كيف يستجيب لنداء رغباتنا بل كثيراً ما يتجاهلها حتى يتسنى له فرض أحكامه ورؤاه على ارادتنا دون أن يستثني تلك التي كنا نعتقد بأننا قادرون على اخفائها.
وكأن كل ما يقوله لنا لا يعنى إلا شيئاً واحداً، شيئاً محفوراً في وجدان كل واحد منا، وهو بلا شك في غاية الأهمية والإنسانية، يناظر وقفة الإنسان الأولى على أديم هذه الأرض وادراكه لأول مرة امتداد بصيرته إلى ما وراء الأفق... إلى نقطة تحرره من عبثية الفكرة والموقف ..
شيءٌ يجعلنا على قيد الإنتماء لنوع حي يعقل، يعي، ويشعر .
ويدفعنا إلى تلك النبضات الواعية القادمة من أعماقنا، إلى الإستماع لها، والإحتكام إليها، والإحتماء بالود الذي تخاطبنا به ليل نهار...
عن أي أمرٍ أو شيءٍ أتحدث ؟؟
عن الضمير نعم.
أتحدث عن إحساس "الأنا" بصوابها وخطئها، عن الصوت الداخلي الغامض الذي لا يهدأ، عن صوت النور الداخلي.
فما هو الضمير ؟
بدايةً يمكن تعريف الضمير بأنه استعداد نفسي داخلي لإدراك الصواب والخطأ، وسمة أصيلة من سمات البصيرة الأخلاقية.
وبالإعتماد على المعنى الذي تتضمنه كلمة الضمير اليونانية συνείδησης أو syneídisi فالضمير موضوعاً هو الوعي أو الإدراك.
ذاتياً: هو ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﺬات ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺬات وإصدار أحكام تقويمية على أفعالها ..
أما الضمير وفق المنظور الديني هو اثبات الكرامة الإنسانية ،ونور وصايا الله في نفس المؤمن، والذي يقودها إلى التقوى في قول وفعل الحق والخير والتزام الفضيلة مما يجعل نسيج النفس مرناً ومتماسكاً وخالداً في نعيم لا ينتهي..
هل الضمير ولادي أم مكتسب؟
لو افترضنا أن الضمير أمرٌ فطري، فهذا يعني أن الضمير قوة أخلاقية ولادية تولد مع الإنسان بحيث تكون النفس مزودة بقدرة التمييز بين الصواب والخطأ وامكانية ضبط الإرادة لتجنب الخطأ.
يتفق ذلك إلى حد ما مع نتائج الأبحاث والدراسات التى قام بها الباحثون في هذا المجال على أخلاق الأطفال الرضع بهدف اثبات مإ إذا كانوا يمتلكون معرفة تمكنهم من التمييز بين الحق والباطل، وذلك من خلال مراقبة نظراتهم وتصرفاتهم وكيفية تفاعلهم مع الخيارات الصحيحة والخاطئة التي تطرحها الإختبارات.
لكن، وعلى الرغم من النتائج التي توصلت إليها تلك الدراسات حيث أظهرت بالفعل وجود الحس الأخلاقي الشامل لدى الأطفال إلا أنها حتى اللحظة لم تحسم الجدل حول إن كانت تصرفات الأطفال نابعة من التعاطف أو من معرفة الخير والشر.
ذلك أن دور الضمير حسب مفهوم علم السلوك وعلم النفس التطوري هو تعزيز الإيثار المتبادل بين الأنا والآخر.
أي عمل الخير مقابل المعاملة بالمثل وصولاً إلى أعلى درجات الرقي والوعي الضميري وهي التضحية والإيثار الحقيقي المحايد أي عمل الخير دون شرط أو انتظار مقابل.
ولو قلنا أن الضمير عاطفة متعقلة ، فهذا يعني أن المعتقد الداخلي أي الضمير مكتسب، أي أنه يتشكل ويتطور خلال مراحل حياة الإنسان، ويتم صقله بالتربية وبواسطة التجارب التي يخوضها الفرد مع محيطه.
هذا بالإضافة إلى أن رقابة المجتمع بكل ما تفرضه من مفاهيم وعادات وقيم تؤثر بشكل كبير في الطريقة التي يصوغ بها الضمير أحكامه .
والرأي الأخير هو الرأي الذي تميل إليه الفلسفة وعلم النفس المعاصرين، فالضمير صفة مكتسبة على اعتبار أن الضمير الفردي لا يمكن أن يصوغ أحكامه إلا بناءً على وعي الإنسان بمسؤولياته ودوره بالمجتمع وتربيته وخبراته وظروف حياته .
لكن، وسؤال لمع في ذهني الآن ألا وهو كيف يخالف الضمير الفردي الضمير الجمعي في كثير من الأحيان بل وتكون أحكام الضمير الفردي أكثر صوابا ومنطقية وابداعاً ؟
والأمر الذي لا يمكن تجاهله في هذا الموقف هو كيف يمكن للضمير أن يستنبط حكما بواسطة قيم جمالية نسبية، ومن خلال شعور الفرد بلذة السلام الداخلي والراحة والسكينة مع نفسه أثناء اتخاذه قرارا معينا أو قيامه بتصرف ما ، وبغض النظر عن رأي مجتمعه وحتى أقرب المقربين له. لتثبت الأيام فيما بعد صواب وصحة حكم الضمير الفردي وتفوقه. غير أن المفهوم السائد الذي يرى الضمير أداة تأنيب لا تمرد تجعل الضمير الجمعي في الواقع هو من ينتصر في النهاية ...
ويبقى الفرد في مساحة الخيال الخاصة به، ينشأ عليها عالمه المثالي ونماذجه الروحيه وادراكاته الخاصة للقيم حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا
هل يمكننا القول إذاً بأن الضمير مصدر من مصادر المعرفة ؟
نعم، في حال كان الضمير حياً نابضاً بالحركة كشمس تحتضن حدثاً ديناميكياً و تصالحياً بين العقول والقلوب، وقمراً مكتملاً يسهر على حفظ الكرامات والحقوق الإنسانية، فالضمير اليقظ هو الضمير الذي لا تتوقف محاولاته في مجالات المعرفة الذاتية والإصلاح الشخصي من خلال تحفيزه للفرد على القيام بعمل الخير، وتوجيه النقد الذي قد يكون لاذعاً وقاسياً في حال ناقض الإنسان ما يحمله من مبادئ او ارتكب خطأ ما ..
وهنا قلق يخطر في البال متنكراً بهيئة سؤال ومضمونه هل يموت الضمير ؟
نعلم بأن النفس البشرية مزيج من الخير والشر وما دام الخير والكمال المطلقين أمر غير متاح بشرياً ونفس القاعدة تنطبق على الشر المطلق ، فذلك يعني أن بذرة الخير في النفس الإنسانية لا تموت والصحيح أن إهمالها وتجاهلها هو ما يبقيها حبيسة الأعماق المظلمة فيختنق صوتها ويضيع وسط ضوضاء أعباء الحياة ومشاغل النفس وهمومها وما أكثرها في زمن مادي متسارع...
أما الضمير كأداة معرفة وتوجيه وتمييز بين الحق والباطل نعم يموت بموت انسانية صاحبه . والمعنى الذي أقصده هنا هو حين يعتبر الانسان نفسه أو غيره كائناً ملائكياً منزهاً عن الخطأ أو شيطاناً لا يستحق إلا اللعنة..
يموت الضمير بغرور الإنسان وأنانيته وجهله وتعصبه لقناعات تحرمه متعة تجديد وتحريك الراكد فيه وتسلبه حرية وزن الأمور وتقييمها
أو بسلوك أعمى متسرع يقوده إلى هاوية الفقد والخسارة ..
نعم الضمير كصاحبه يذبل ويموت قهراً إذا تم التعامل معه بسطحية ولامبالاة وتذوب روحه في ماء النسيان كمداً جَرَّاء الإقصاء والتهميش..
والسؤال الذي يفرض نفسه لفهم أكثر وضوحاً ودقّة وهو:
هل هناك ضمير عدو وضمير صديق ؟ بمعنى آخر هل يمكن أن ينقلب الضمير على صاحبه؟
بعيداً عن كل ما هو ذاتي وفي محاولة للإجابة على السؤال المطروح وايجاد مفهوم أكثر توازناً ومعقولية للضمير كان لا بد من المرور مع مراعاة الإختصار الشديد على أراء من أشبعوا هذا المصطلح دراسة وتحليلا ونقداً وعلى رأسهم فريدريك نيتشه ( 1844 - 1900)م فيلسوف المطرقة والإنسان المتفوق.
يعتقد نيتشة ان الضمير قد ينحرف عن مساره حين يبالغ في توجيه اللوم والإتهام والنقد لداخل الذات بدلا من محاسبة الأطراف الخارجية التي ارتكبت الخطا.
والسبب الذي أدّى إلى ذلك برأيه يكمن في وجود القيود الإجتماعية والدينية التي أجبرت الفرد على تجنب الأفعال اﻟﻌﺪواﻧﻴﺔ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ التي هي من صميم تكوين الجنس البشري وحرمان الإنسان من متعة اﻟﺘﻠﺬذ ﺑﺎﻻﻧﺘﻘﺎم مما دفعه إلى أن يقوم بتصريف شحنات العنف إلى الداخل.
كما أن تأنيب الضمير بالنسبة لنيتشه هو شيء غير جدير بالتقدير إذ لا يجب أن يتنكر الإنسان لعمل بعد القيام به بل عليه أن يقبل بالنهايات السيئة لعمله وعدم محاولة البحث عن أي قيمة في الرجوع عنه ، ذلك أن الإنسان حينها يفقد القدرة على رؤية تلك النتائج بشكل صحيح بل إن عملاً أخطأ الهدف في رأيه يستحق التقدير أكثر .
هنا الضمير حسب وصف نيتشه بات مشكلة حقيقية وليس حلاً وبتعبير أكثر صراحة أصبح الضمير أداة تعذيب ومصدر قلق للذات وهو يرى أيضاً أن خصائص الضمير وهي اللوم المستمر والنقد وعدم الرضى كفيله بأن تجعل أصحاب الضمائر الحية يعانون بشكل دائم من حالة شعورية مضطربة وغير مستقرة .
لكن، في المقابل فإن رضى الضمير عن أفعال صاحبه يعكس وجود مشكلة أخلاقية.
والآن هل نجح نيتشة فعلا في وضع الضمير في مأزق حقيقي؟؟
برأيي أن كل هذا الاضطراب المنسوب للضمير ليس إلا نتيجة ﻹدراك أﺧﻼﻗﻲ ﺳﻄﺤﻲ وﻏير ﻣﻜﺘﻤﻞ لمفهوم الضمير وطبيعة الشخصية الإنسانية ومكوناتها.
فالمشكلة ليست في الألم الذي يسببه الضمير لصاحبه عندما يرتكب خطأ ما ، بل في عدم ادراك وفهم الأسباب الكامنة وراء ذلك الألم. وبلا شك أن التأديب الذي يقوم به الضمير يدفع صاحبه إلى تصحيح سلوكه ومواجهة أخطائه ومعالجتها بأقل الخسائر وهو ما يمكن اعتباره فرصه ذهبية ليصبح الإنسان أفضل.
كما أن تضخيم الأخطاء، واعطائها حجماً أكبر من حجمها الحقيقي يمكن اعتباره مسببا رئيسياً في كل ما يعانيه أصحاب الضمائر من ضيق وآلام.
والمقصود أنه عندما يطغى صوت الخطأ على صوت الإصلاح أو الضمير، تبقى النفس على حالها في حالة ضياع وحيرة، فلا هي قادرة على معالجة الخطأ من ناحية، ومن ناحية ثانية باتت عاجزة عن التفاهم مع صوتها الداخلي الذي لا يتوقف عن تأنيبها .
أعلم أن فلسفة نيتشه كانت وليدة تجاربه وملاحظاته وتأملاته في الطبيعة حيث استمد منها حقائقه وتفسيراته للظواهر الإنسانية التي كان يبحث فيها بآليات فيزولوجية، انتقائية وناقدة لكن لا بد لي من القول بأن أراءه هنا لم تكن إلا ردود أفعال على كل سلطة فرضها زمانه عليه سواء كانت دينية أم مجتمعية وبكل تأكيد لم يكن عبثاً ذلك المزج بين تسلط أصواتها وصوت الضمير الداخلي حين نراه يصرح مثلاً بأنه في عاداته السلوكيه وأفكاره دائم التطلع إلى كل ممنوع وكيف لا يكون كذلك وهو كما يقول تلميذ لــ"ديونيسوس" إله الخمر في الميثيولوجيا الإغريقية وملهم طقوس الجنون والابتهاج والنشوة..وأنه يمتلك يقيناً غريزياً يمكنه من معرفة ما هو صحيح وضروري بمعنى أنه إنسان معافى بجوهره الغريزي .
نعم، لا شك في أن صوت مطرقة أفكار نيتشة الصريحة جعلني أتفهم جيداً موقفه الرافض لجمود الفكر واصرار الناس على جعل بعض الأفكار والمعتقدات أصناماً يجب تقديسها بالتالي فأنا لا أملك أمام جرأته وتحليقه في فضاءات جدلية ،صادمة ومتناقضة إلا الإعتراف بتميزه سواء اتفقت معه أم لا.
لكن هناك برودة في فلسفته حول الضمير تعادل برودة الجليد حيث تخلو بيئتها من وجود الكثير من المعاني التي تعطي لحياة قائمة أساساً على التعاطف والتضحية والتنازلات قيمة ، وللنفس الإنسانية التي تميل إلى الإجتماع والتعاون والصداقة معنى وهدف.
نيتشة، في كتابه "Ecce Homo: هذا هو الإنسان" وإن كان يعاني من بعض الحنين لعصر كانت فيه السلوكيات العنيفة شكلاً من أشكال الشجاعة والبطولة ومصدر قوة وفخر.
وعلى الرغم من سخطه وهجومه على "عالم المثل" الذي جعل الناس حسب رأيه ينفصلون عن واقعهم إلا أنه يقر بأن لا مفر من الاعتراف بدور القانون الأخلاقي في توجيه البشرية نحو إيجاد حلول مقبولة لأزماتها.
ونراه يطالب بضمير مثالي يكون دافعاً للحركة والتجديد وتحليل الأفكار واعادة صياغتها بعيداً عن نزعة العقاب الذاتي القائمة على تفسيرات أخلاقية قبلية..
ولا زالت فصول القصة النيتشوية حول الضمير مستمرة لكن مع مؤسس علم التحليل النفسي "سيجموند فرويد" وتحديداً مع كتابه "قلق في الحضارة" الذي يصف فيه فرويد سلوك الضمير أو الأنا العليا تجاه الأنا وهي شخصية الفرد بسلوك الطاغية!
إذ يرى فرويد أنه كلما تحكم الإنسان في عدوانيته، اشتدت الميول العدوانية للأنا العليا.. أما الشعور بالذنب فهو التعبير عن صراع الإزدواجية بين الحب وغريزة الموت والدمار.
فالضمير حسب النظرية البنيوية لفرويد هو مجموعة الأوامر والتحذيرات التي ترسلها "الأنا العليا" حيث القيم والمبادئ الروحية والأخلاقية والمجتمعية إلى "الأنا"
وعلى ضوء ذلك فإن نشوء الضمير كان نتيجة العزوف عن الدوافع الغريزية منذ فرضت على البشر مهمة التعايش المشترك.
وبما أن الحضارة تهدف إلى توحيد البشر في كتلة واحدة فلن يتأتى لها ذلك إلا بتعزيزها المتواصل للشعور بالذنب لدى الأفراد.
ومن حيث أن الضمير هو وظيفة من وظائف الأنا العليا فإن المجتمع بوسعه تطوير "أنا عليا" جماعية يمكن استخدامها لتحقيق أهدافه الثقافية.
والسؤال الذي علينا مواجهته الآن هو كيف يمكن للنفس وهي موطن التوازن والاعتدال والتوافق بين الرغبات والغرائز ومتطلبات الحضارة اعادة أجواء الهدوء والسلام إليها من خلال الضمير الفردي والجمعي؟
أولا: نعلم بأننا اجتماعيون بطبيعتنا ولا نستطيع فهم أنفسنا في كثير من الأحيان إلا من خلال الآخرين لكن هناك حقيقة تفرض نفسها على كل شيء ألا وهي: أن لا أحد كامل رغم وجود نزعة الكمال لدينا أو الإكتمال والتي تدفعنا إلى أن نكون مقبولين اجتماعياً ومنظمين وقادرين على ترتيب أولوياتنا بشكل صحيح دون أن نمس أنفسنا والأخرين بأذى أو ظلم أو ضرر.
ثانياً : إن الضمير الحي أو اليقظ صورة من صور التعاطف والتعاون بين البشر وهو ذو رؤية كونية، مستقلة وقادرة على فهم أكثر قوانين الكون عمقاً وتداخلاً واستيعاب مظاهر الإختلاف فيه والتكيف معه . ومن هنا يمكن القول بأن أحد أهم خصائص الضمير الحي السليم هي التحرر من وهم امتلاك الحقيقة المطلقة فيما هو يحاول قدر الإمكان خلق حالة من الثبات والتوازن بتجنب حسم أموره بمعيار النفس المتصارعة مع رغباتها والمتذبذبة بين الحق والباطل.
ثالثاً: صحيح أن اﻟﻀﻤير مركزه الذات إلا أنه يشترك مع الأخرين في صياغة الحياة العقلية الكلية للمجتمع الذي هو جزء منه لذا كان لابد من إﻳﺠﺎد اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻮازﻧﺎت ﺑين القناعات الشخصية والمصلحة العامة .
ويتحقق هذا التوازن من خلال احترام وحماية ﺣﺮﻳﺔ اﻟﻀﻤير أي ﺣﺮﻳﺔ اﻟﻔﻜﺮ واﻻﻋﺘﻘﺎد اﻟﺪاﺧلي للإنسان. حتى نصل بسلام وأمان إلى تحقيق المعرفة المشتركة عن طريق اﻟﻘﺎﻧﻮن أو اﻟﻀﻤير اﻟﻌﺎم .الذي ينظم الأفعال ويتم الإحتكام إليه وقت الخلاف.
رابعاً: إن الضمير ليس صوت الأب ولا المجتمع ولا السلطة أياًّ كانت ...
الضمير هو صوت الهدف النبيل الذي خلقنا الله من أجل تحقيقه .
هو صوت الذات الواعية بكرامتها،وبأنها تستحق أن تكون أفضل .
صوت نضوج النفس..
هو صوت احساسنا بالآخر ...
صوت خلاصة علمنا ومعرفتنا وتجاربنا.
خامساً : إن بين المثالية والواقعية، والوسيلة والغاية، ثمة كلمة تجمع ولا تفرق، ألا وهي الضمير.
قد يراه البعض صورة من صور الإلهام والحدس بينما يريد البعض الآخر من الضمير أن يكون تجسيداً لخبراته وتجاربه اليومية ليس في ذلك عند التطبيق تناقض أو سبب خلاف
فالمهم هو أن نعرف أن الأساس الذي بني عليه كلا المفهومين كان نتاج وعي الإنسان بذاته وكونهما يسعيان إلى الخير فهما خير وارتقاء.
لكن علينا أن نتذكر دائماً ما عايشناه وتعلمناه من أزمات الضمير التي باتت قرينة واقعنا
أن لا شيء أكثر خطراً على صحة ضمائرنا من الجهل والحقد.
و لن نصل إلى ضمائر يقظة تنعم بالخير والسلام إلا باتقان فن الحب ولغة الحوار.
ويبقى الإحترام... احترام النفس وكرامتها أولاً سلاح الحضارة الذي لا يهزم أبداً
وما من صوت يستحق أن نصغي إليه باحترام استثنائي أكثر من صوت بوصلتنا الداخلية صوت الضمير .
التعليقات
(ويبقى الإحترام... احترام النفس وكرامتها أولاً سلاح الحضارة الذي لا يهزم أبداًوما من صوت يستحق أن نصغي إليه باحترام استثنائي أكثر من صوت بوصلتنا الداخلية صوت الضمير)
من ابداع الى إبداع.. دوما رولا العمر