نعم كلنا نلعم أن النفس الإنسانية في صراع دائم بين الأنا والأنا بالغير، بين الخير والشر، إلا أن القليل يستطيع أن يفهم ماذا يحدث بداخله.
في ظلمة الليل طفل يرتعش بين ثنايا سريره خائفا مرتعبا لما تخيله في أحلامه التي ظن لوهلة أنها ستحدث لتحل إبتسامة شاحبة مكان ذلك الرعب ظنناً منه أن ما فعله بريئ هادئ كطفولته التي عايشها أو بالأحرى التي يتمنى أن يعيشها.
براءة إصطدمت بجبل من الألام التي لا يقوى على صدها أو كيف يتعامل معها هل بابتسامة وطيبة، أم بمساعدة شخص أخر، حاول وحاول ثم، حاول لكن لم ينجح، كرر فعلته مرات ومرات ثم سمع صوتا ينادي من بعيد قائلا: لا تخف يا بني أنا معك، لم يفهم ذلك الصبي ماذا قيل له لكنه مكرر المحاولة بالفعل نجاح ثم تسائل ما الذي حدث وهل ما سمعه صوت حقيقي أم مجرد وحي من الخيال.
مرت الأيام والأيام وذلك الصبي يحاول تفسير ما جرى له وفجأة، حدث الشيئ المنتظر، إلا أن هذه المرة كان تاثير هذا الصوت قوي جدا.
إستجمع قواه ونظر من حوله فلم يجد أي شيئ، إلا أن هذه المره كان الصوت واضحا، تراجع للوراء قليلا محاولا مستوعباً ما الذي حدث، وإذ بالصوت يختفي فجأة عند طلوع الفجر، هذا الصوت هو الضمير الذي يرافق كل شخص فينا كبيراً كان أم صغيراً، يلازمنا دائما لا يتركنا، نسمعه عند كل خطأ نرتكبه، إلا أن القليل من يستطيع ان يفهم ماذا قال فقد أصبحنا في الدنيا مليئه بالغرائز، أين تلك اللحمة بين الأبناء؟ أين المواقف؟ أين هي مبادئنا؟
فمتى تستيقظ ضمائرنا إزاء ما نفعله؟ حيث أصبح الكل يلهث وراء ملذاته وشهواته، لقد تجرد الإنسان من أخلاقه، تجردنا من إنسانيتنا، الإنتهازية عرت الوجه المشوه الذي نتظاهر به أمام المجتمع، غابت الأخلاق وحل مكانها ذلك الإنسان الشهواني البعيد كل البعد عن الإنسانية، إلا البعض الذي لا زال يؤمن بأن الجزاء من جنس العمل.
-
sofiane Rfsمتحصل على شهادة ليسانس في علوم الإعلام والإتصال ماستر إتصال تنظيمي