كم اخطأت في الحكم على الناس ،كانوا يقولون لك في المثل الشعبي (مول النية كان ما يربحش يسلك على خير)،ولكن صرت الان تشك في صحة هذا المثل..
الانسان ابن بيئته،من الطبيعي انه لمن نما في بيت يملؤه الود والتسامح ان لا يقرأ السوء في نفوس البشر،و كونه تربى على مبادئ اسلامية فمن الطبيعي ان تكون هناك حدود وضوابط لحياته وتعاملاته.لكن للاسف يكتشف انه لا حدود لشر البشر حتى وان اخفوا قلوبهم المريضة خلف اقنعة متعددة كقناع النفاق وقناع الدين .
العلم ،الجمال ،المال،السلطة،الدين ، الاخلاق والادب، كلها اسباب تزيد من فرصة التعرف على نوع من الناس قد تضطر بسببهم الى محاولة تغيير اسمك او بلدك او اجراء عملية تجميل لتغيير ملامح وجهك،انت محظوظ اذا لم تقابل احدهم.
عندما تسمع الناس يتكلمون عن اشياء كالحسد و الغيبة والسحر وتلفيق التهم ،لا تعتقد بانهم يبالغون فهناك نفوس مريضة تحتاج الى ان تعالج كي يصلح المجتمع.
وكلما تواضعت اكثر ،وحاولت ان تتقي الله في معاملاتك كلما زادت احتمالية ان تظهر لك تلك النفوس المريضة،ربما نفهم متأخرين سبب قراءتنا للمعوذات ثلاث مرات قبل النوم وثلاث مرات في الصباح .
(ازرع جميلا ولو في غير موضعه
فلن يضيع جميل اينما زرعا
ان الجمال وان طال الزمان به
فليس يحصده الا الذي زرعا)
من صاحب هذه الابيات لا تتذكر ،كل ما تتذكره انها كانت الطريقة التي حاول المحيطون بك جعلها عنوانا لمعاملاتك مع كل من حولك ،لست تدري حقيقةلماذا تحصد جراحا اذا لم تزرع اشواكا قط .
تختلط احيانا القرارات و المفاهيم من شدة الصراع الذاتي بين العفو عند المقدرة او المعاملة بالمثل.تتصارع الافكار بين علي وعلى اعدائي وبين ما ذنب هؤلاء الاخرين الذين سيدفعون ثمنا لاخطاء احبائهم .عندما يكون طرفا المعادلة سالب وموجب كيف ستحلها؟
عندما قالت تلك المرأة البسيطة ذات يوم ان الشر امرأة وان الخير امرأة لم تكن تعرف انك ستتأكد من ذلك المثل عمليا ،لست خبيرا بمشاعر المرأة لكنك الان متأكد من ان المرأة اذا حقدت او حسدت ولم يردعها وازعها الديني او الاخلاقي فهي ستتحول الى شيطان حقيقي لا يهمه شيء سوى اطفاء النار المتأججة في صدره،
(اصبر على كيد الحسود فإن صبرك قاتله
فالنار تأكل بعضها ان لم تجد ما تأكله) ،فليصبر وليصطبر من لسوء حظه قابل احداهن عسى ان يجد فرجا قريبا .
التعليقات
مقال رائع , لكني لم أفهم معنى هذا المثل ( مول النية كان ما يربحش يسلك على خير ) !