وهم كابجراس
أن تُصبح بلا أهل وأصدقاء أمر مُتعب ومُحزن ، ولكن أن تصبح مع أهل وأصدقاء مُستنسخين ، ما شعورك حينها ؟
نشر في 28 غشت 2018 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
لست أدري ، أكان قريب مني أم بعيد ، صديقي أم حبيبي ، عدوي أم مناصري ؟
عقلي خالٍ تماماً، ﻻ يتذكر سوى بعض الأشياء والتي تكاد تنعدم ، مزيجٌ من المشاعر المتناثرة مابين شعور بالأمان وإحساس بعدم الراحة ، كان شعوري بعدم الراحة والارتياح يطغو ويزداد يوماً بعد يوم ، إلى أن تملك نفسي بأكملها .وجوه تحمل مئات الأقنعة التي تتغير باستمرار ، فلا صديق يبقى وﻻ حبيب يصدق .
كنت أعلم أنه ليس هو، ليس هذا صديقي مارتن الذي أعتدت على رؤيته ، إنه شخص يحمل شعر بني بخصل ذهبية تماماً مثلما كان مارتن ، يحمل نفس أنفه المنحوت وأذناه الصغيرتان الحمراوتان وشامته المقاربة لشفتيه الورديتان ولكن ليس هو ! ليست نظراته التي أعتدت على رؤيتها ، وﻻ طباعه التي لطالما انزعجت منها ، حاولت تجاهل الوضع ، كنت أعلم أن عقلي مشوش من بعد خروجي من المشفى ، حاولت إلهاء نفسي بأي شيء ، قمت بإحضار جهاز الحاسوب الخاص بي ، واستكملت دراستي ، كانت المرة الأولى التي أدرس فيها عن المرضى و الأمراض النفسية.سيدة “د” عجوز تبلغ من العمر 74 عاماً تم تشخيصها بوهم كابجراس عندما حاولت قتل زوجها بمسدس ظناً منها أنه شخص آخر قد تم استبداله بزوجها .مارتن ! نعم ، كنت أعلم أنه قد تم استبداله بذاك الغريب .بدأ الخوف يتملكني، دقات قلبي تتسارع ، قطرات العرق تتساقط من على جبيني ، ولكن ! كيف يمكنني التخلص منه؟منوم فعال في عصيره المفضل ، مع بضع طعنات نافذة في القلب كفيلة بإنهاء حياته.
ساعة الوفاة :5:00
وأخيراً، قضيت على خاطف مارتن ، والآن أنتظر عودت مارتن،مر يومان ، لم يعود مارتن !بدأت رائحة تحلل جثة ذاك الغريب بالظهور ، صوت إنذار سيارة الشرطة يقترب من منزلي ، صفعة قوية على باب منزلي وهتاف يعلو بإسمي ، بعد دقائق معدودة تمكنوا من اقتحام المنزل.
أتركوني ، لم أفعل شيء ، فقط حاولت إنقاذ مارتن واستعادته ، أقسم لكم لم يكون ذاك مارتن ! تم القبض علي بتهمة القتل العمد ، ومع ملاحظة بعض التغيرات الغريبة التي طرأت عليّ ، تم تحويلي إلي مشفى الأمراض النفسية ، وتشخيصي بمتلازمة وهم كابجراس!
بعد مرور عامان على مكوثي بالمشفى ، وأخيراً سوف أستطيع الخروج للطريق واستنشاق هواء نقي غير هواء المشفى الممرض ، دخل الطبيب ليبارك لي على صدور قرار خروجي اليوم .
ولكن لحظة ، أقسم لكم لم يكون هذا طبيبي !
-
shahd samir"أنا أفضل بكثير مما تتصور، ألطف بكثير مما تسمع، أعظم بكثير مما تظن، حُلوة، قويّة ورائعة دائمًا:))".
التعليقات
بداية رائعة. وفي انتظار كتاباتك القادمة.