العبد المؤمن يرى النور اينما رحل و ارتحل، يحمل معه يقينه بالعدالة الاللهية، يقينه بان المعرفة ستلحقه في أي مكان، بأن نور الله سيصل إشعاعه حتى في أظلم نقطة في الأرض.
هناك خط رفيع جدا، تخلقه لنا المناجاة، يخلقه لنا ذلك الحديث الذي لا يحضره ثالث، حديث خافة، لا تتحرك به الشفاه، يصل فيه المعنى المقصود دون تفسير، يقبل فيه الطلب دون مقابل، تفتح به البصيرة بالتدرج، يتوضح فيه القرار بالتوكل، تفتح فيه أبواب الرزق بالحركة، تتآلف به الارواح للخير..
هذا الخيط الرفيع هو ما يجعلك في توازن، يشدك ان اتجهت للجشع، و يوقضك ان غلبك السبات. ان قطعت هذا الوصل تتوه دون مرشد.
وان اتقنت التوازن ستصبح من العارفين و تتجه نحو علم الحقيقة، و تفتح البصيرة، و هذا بعد ثباتك المستمر بعد المصائب، الشكوك، العثرات، خسائرك الصغيرة، مشاكلك البسيطة، همومك الثقيلة، جهلك بحكمة الله،...
ان تلتحق بالعارفين يعني ان لا تشك في حكمة الله، ان لا تتمنى أحسن من تدبيره، ان تمتطي الاشارة لتتصل به، لان تتحدث معه، لا ن تحلق عاليا في مجرة علمه، فتصبح الاشارة لديك نداء، ان تهرول اليه، فان اشار اليك، فانت في طريقك اليه.
يارب لا تبعدنا عنك طرفة عين، و شدنا اليك و افتح بصائرنا.