نحتفل غدا بالمولد النبوي الشريف ،وقد ولد الرسول صلى الله عليه وسلم في اثنى عشر ربيع الاولى من عام الفيل ،وقد شهد يوم مولده احداثا مميزة تدل على مكانة الرسول صلى الله عليه وسلم ،كالنور الذي رآه من شهد ولادته،و انطفاء نار المجوس ،وكان نور الحق اضاء ونار الباطل خبت،وغيرها من المعجزات التي تزامنت مع يوم مولده او حدثت بعدها و اكدت ان لمحمد ابن عبد الله شأن عظيم ،صلوات الله عليه.
في الجزائر تقام ندوات دينية احتفالا بالمولد النبوي الشريف،وتحتفل الاسر على طريقتها باعداد اشهى الاطباق التقليدية وبعض الحلويات ،وتشعل الشموع و تشم رائحة العنبر في كل منزل.ذكرى مميزة حتى وان اصبح متداولا بان الاحتفال بالمولد بدعة ،الا انها صارت بالنسبة للغالبية عادات وتقاليد لا غنى عنها.
منزل ابي
كان والدي عافاه الله واطال في عمره،يشتري لنا شموعا ونجوما نشعلها وننشد :زاد النبي وافراحنا بيه ...صلى الله عليه
نطفئ الانوار ،و نقص احلى القصص عن الرسول صلى الله عليه وسلم ،ونشاهد فيلم الرسالة في كل عام ولا نمل من اعادة مشاهدته في العام الموالي وفي كل عام،كان المولد حينها ذكرى سعيدة وسلمية تماما.رغم اننا كنا نتعرض لبعض المفاجآت من المفرقعات التي تلقى علينا من اطفال طائشين ،غير انها كانت نادرة لخوف ابناء الجيران من الاباء،فقد كان مسموحا حينها ان يوبخ الجار الطفل المخطئ.
الحرب
في اول عيد مولد نبوي عند حماتي انقلبت كل الموازين،انها الحرب بكل مقاييسها،تستقبل بمفرقعة فوق رأسك ،او عشرات منها تحت السرير توقظك وكانها غارة ،لا وجود لكلمة خوف ،ويصبح المنزل المكون من طوابق ساحة لمعركة حقيقية صراخ ،ودوي قنابل،كنت اغلق باب الغرفة وانتظر حتى تهدأ الاصوات،لاتمكن من الخروج واساهم كالغبية في تنظيف الارضية السوداء والجدران المتسخة،و صار موعد المولد في العائلة الكبيرة كابوسا لي ولابنتي الصغيرتين،نغلق باب الغرفة ويخبرني زوجي بانهم مجانين واصدقه ،لاعلم بعدها بانه اكبرهم. جيوبهم معبأة بالذخيرة ،والكل يشارك في الحرب،و بعد ثلاث سنوات تغلبت على خجلي،و صرت اقصد بيت والدي ،تاركة الحرب لاهلها.
جرائم
انا لا اهول الموضوع،اطفال فقدوا احدى اعينهم،او كلتاهما،اخرون تعرضوا لحروق خطيرة ،ويشاهد الاباء الاخبار المحزنة و يستمعون الى التحذيرات المتكررة ولكنهم يشترون المفرقعات للاطفال ،يسلمونهم ولاعة لاشعالها ويتركونهم بمفردهم ،فالاولياء دائما مشغولون،غير مبالين ،فالسوء يحدث للاخرين فقط،ليفيقوا على صدمة حين لا ينفع الندم.وككل عام نجد ضحايا ابرياء دفعوا ثمن استهتار الوالدين.
الى متى
المولد النبوي الشريف صار موعدا مع تجارة الالعاب النارية،ما الرابط بينهما ،لاشيء ولكنها العادات السيئة التي لا نعرف لها اصلا ،و التبذير الذي نهانا الله عنه،و ختاما ارجو السلامة لجميع الاطفال ،حين تغيب مسؤولية الوالدين هم من يدفعون الثمن.
التعليقات
طريقة سردك رائعة ، وتناولتي موضوع مهم للغاية لحالكم في الجزائر أتمنى أن يقرأ مقالك أولو الأمر فيسمعوا بنصيحتك ، بالتوفيق (: