جميلٌ أن نرى العالم يتقدم ويتطور ويسمى أكثر بإنسانيته، فنشاهد الدول المتقدمة تتنافس حول قيمة إحترام الإنسان وحقوقه، بل وحقوق الحيوان أيضاً.
تتسابق تلك الدول فيما بينها بسن القوانين الّتي من شأنها المساواة وعدم التمييز بين البشر، وأن الأنسان قيمة في ذاته الّتي خُلق بها، لا الّتي خُلق عليها .
فيما نلاحظ ونراقب عن كثب هذا المسار الماجد الجليل، نصطدم في عالمنا العربي النامي بالعرق السامي، الذي يدعيه شعب هذه الدولة وتلك، بل هذه القبيلة وتلك، ولربما هذه الطائفة وتلك، تفاخر وعنصرية، أنفة وتكبر وغرور قد يصل إلي حد الحرب، والتنافس هنا حول التاريخ لا الحاضر ولا المستقبل، والتسابق ليس بسن القوانين بل بكسرها والدوس عليها بأسفل الأقدام .
مُدعي العرق السامي في ذالك البلد النامي، لا يملك في رأسه إلا الجهل، مع الكثير من الأيمان بأن جهله نعمة من الله حباه بها، وأن ذاك الاجنبي الكافر، ما تطوره إلا رجسٌ من عمل الشيطان، وما حياته إلا جنة الكافر، متعة زائلة من الله له، قبل أن تلتهمه جهنم الأخره .
مؤامرة العالم لاتزال تدور حول هذا المخلوق السامي في عقله النامي، فهو لا يريد أن يجاري العلم أو أن يواكب التطور بإرادته، ولم يكتفيء بتقاعسه عن دوره في هذا الكوكب، بل يدخل الحروب مع بني عرقه وجنسه ودينه ولونه بإرادته، يقتل ويفجر ويُرهب بكامل رغبته وإرادته، ومن ثم يوجه اللائمه للعالم .
هذا العالم المتآمر، أمسى يتعامل معنا كمن يتعامل مع مريض متلازمة داون، يحاول أن يحتوينا بمصادقتنا، يهنئنا في مناسباتنا، ويشاركنا في أعيادنا ويرتدي زينا ويأكل أكلنا، لا أستطيع أن أري إلا أنهم يكنون لنا الحب والشفقة معاً، نعم الحب، فالكره والغل هو في قلوبنا لا هم، والمؤامره علي العالم هي نحن لا هم ..
إن كنت ترى غير ذالك، وأن قلوبنا عامره بالحب، فلما ياترى الحروب مشتعله بيننا ؟!