لحظة كف ضجيجا فاني أغوص في أعماق ذاتي لأبدع بقوة ، لحظة أغلق باب الانعتاق من شرفات المنازل ، فالصبح أشرق و لا انتضار للغد لأن اليوم قبل الآتي حساب لي على ضياع الوقت مهب الريح ..لحظة تنازل لي عن كل محاولة للحديث..تنازل و سأرد لك حق الكلام حينما أنتهي ..لا تحدث بلبلة و لو بصوت الذبابة ، فسباحتي في الداخل لا تريد لها تضليلا للاعتراف بما في داخلي من مشاعر راقية جدا لاكتاشف عالم حديث بالأحداث و المفاجآت ...
لن أكون عادية إن أردت الصدق و لن أكون مبدعة إن أنا ركزت مع حديث الفضول ، ألحاني تتبعني و أفكاري تؤيد إحساسي و ما شان الغافلين في سرد أحلامهم كشفا للخبايا ، لست أنتفض و لست أنتبه و لست أهتم لكني مركزة في صمت عما يحدث حولي ، يا له من عالم مهول بداخلي ، شموخ و أنفة و عزة اقتدار، انحدرا للقيم و انزواء للآراء و تقوقع للنخبة في شبه علبة سوداء لا تريد لعب أدوار الجد منها إن هي سمعت نداء مجتمع يريد الخلاص من رهانات الزمن الحاضر و القادم لا نعلم محامله من الجد في تقرير المصير ، ابق مكانك و لا تتبع انشطاري ، فللذرات تذبذب غير محكوم الاتجاهات ، ذرة فذرة كان الاطلاع على شأن الكيمياء في أفكاري، فكرة بعد فكرة كان اللحاق بركب التقدم الملون بخفايا الدمار الشامل ، لا تتبع تمرد الألوان من قلعة كياني، اسبقني في الافتتاح أي نعم أريد ذلك ، لكن لا أريد و لا ارغب المرة في التطفل في أغوار ذاتي المكتضة بالجمال، ذاتي تريد الأمل مرسوما مدونا في الأرض..ذاتي تريد قانونا مطبقا على عروش المستضعفين فتبدل خوفهم أمنا...ذاتي تريد تطليقا للحرية المقيدة من زمان..طلق منها القيود و دعها وشأنها تجوب أحياء الشارع المنور بمصابيح الأحرار ...
هل تريد تفاوضا بشأن ما يحدث في المعمورة كلها ، لن أتكلم كثيرا لكني سأوجز الكلام من أن الكون مفعم بالإرهاصات و المخاوف و الآمال و الترصدات و التكهنات و التنبؤات و التصرفات و التأوهات حتى في نفس الهواء المستنشق ....هي اختزال لمعمورة آخر الزمان أن البقاء للأقوى..شئت أم أبيت ناضل لتبقى حيا هذا هو مختصر انشطاري من داخل ذاتي.
-
د.سميرة بيطاممفكرة و باحثة في القضايا الإجتماعية