مواقف عديدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إستفزت الكثيرين.. دفعته للتراجع دون أن يؤثر ذلك في مكانته كأقوى رؤساء العالم..وكما كان قاسيا في انتقاداته .. كان سريعا وهو يتراجع عن تصريحات أثارت الغضب والمشاكل .. إبتداء من تهديده لإيرن بإلغاء الإتفاق النووي معها ومرورا بموقفه من القضية الفلسطينية .... ومرورا بأزمته الكبرى مع الصحافة ..ومقاطعة وسائل الإعلام الأمريكية والاستعاضة عنها بتويتر

عادة يظهر الهجوم ضد وسائل الإعلام المعارضة للحكومة .. لكنها المرة الأولى تقريبا التى يصبح الهجوم على وسائل الإعلام سياسة معلنه وواضحة لرئيس أكبر وأقوى دول العالم .. فمن قبل توليه الرئاسة وهجوم ترامب على الصحافة لايتوقف .. وكثيرا ما استخدم تعبير الصحافة الكاذبة وصفا أهم إعلام بلاده وبالاخص صحيفة نيويورك تايمز لموقفها المناوئ له ..إستهان ترامب بالصحافة الامريكية واعتمد على تويتر وأنستجرام فى إنشاء إعلامه الخاص به ...

ووصف ترامب حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر وأنستجرام بأنها منصة هائلة ..ولولاها ما وصل الي البيت الابيض

وهو عادة ينشر تغريداته في الصباح الباكرأو في وقت متأخر من المساء

وفي بعض الأحيان تحتوي تغريداته على هجوم شخصي ومعلومات غير دقيقة .. مثل اتهامه للرئيس الامريكي السابق أوباما بانه أمر بالتنصت على برج ترامب في نيويورك وهومانفاه أوباما ووزارة العدل

&&&

أجمل ماقالتة السيدة نيكي هيلي سفيرة الولايات المتحدة بالأمم المتحدة ..أن هناك بعض الرجال يكرهون أن تنجح المراة .. كانت ترد بذلك على شائعات بأن هناك علاقة تربطها بترامب .. وقالت بغضب إن "هذا الأمر ليس صحيحا على الاطلاق.. إنه أمر جارح للغاية ومثير للإشمئزاز

وأنها كانت هدفا لهذه الشائعة من قبل، وتبين لها أن من يقوم بترويجها أناس يستاؤون من النساء الناجحات.

وسرت الشائعة كالنار في الهشيم بعدما ألمح مايكل وولف، مؤلف كتاب "نار وغضب: داخل بيت ترامب الأبيض"، حول الحملة الرئاسية لترامب عام 2016 خلال برنامج تليفزيوني بأنه "متأكد تماما" من أن الرئيس لديه علاقة غرامية

وقال وولف في الكتاب: "كان الرئيس يقضي قدرا كبيرا من وقته الخاص مع هيلي على متن طائرة الرئاسة.. وإنه كان يعدها لمستقبل سياسي وطني ..وأضاف أن هذه المعلومات كانت كافية لتوجيه القراء الى أن هيلي هي الشخص المقصود في العلاقة المزعومة ..والكتاب بمجمله يدخل تحت شعار الإعلام الكاذب من وجهة نظر ترامب

أمريكا أولا.. شعار جيد بالفعل وكثير من رؤساء الدول استخدموا مثيله وهم يتحدثون عن أن بلادهم أولا .. لكن ترامب أخذه الحماس وهو يتحدث عن أن بلاده تقود العالم وأنها في المقدمة وحدها لتقود العالم.. وفوجئ بغضب عالمي ..الى جانب ضجة أخرى حول حديثة عن حثالة الدول الافريقية وأمام ذلك تراجع سريعا..إنتهز منتدى دافوس ليصحح كلامه بأن أمريكاأولا ليست وحدها.. وطلب ترامب من نظيره الرواندي بول كاجامى الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي.. أن ينقل "تحيات حارة" إلى القادة الأفارقة الذين استنكروا بشدة التصريحات "المهينة" بحق دولهم.. وهذا التراجع ادخله في شعاره عن الصحافة الكاذبة .. حيث قال ان

الصحافة كانت جيدة جدا معه حين كان رجل أعمال.. لكنه لم يدرك إلى أي مدى يمكنها أن تكون شريرة وكاذبة إلا حين أصبح سياسيا.. يعني حتى وهو يصحح أخطاءه إستخدم شماعة الصحافة الكاذبة

&&&

حتى في الدول التى تتحدث دائما عن حرية الرأي هناك خطوط حمراء منها عدم الاساءة الى الرئيس .. وهو ماترجمته عمليا محطة سي إن إن عندما فصلت مذيعة أساءت لترامب على صفحتها بإنستجرام

المذيعة والفنانة الكوميدية كاثي جريفن كانت قد نشرت صورة لها على صفحتها وهي تحمل رأس دمية .. تشبه الرئيس دونالد ترامب مغطاة بالدماء

ورد ترامب قي تغريدة له إن "جريفن مريضة ويجب أن تشعر بالعار مما فعلت فأولادي عاشوا أوقاتاً صعبة (بسبب الصورة) خصوصاً بارون (11 عامًا)

وقوبل نشر الصورة بانتقادات واسعة حتى بين بعض المشاهير.. الذين يتخذون موقفاً مناهضًا له.. ما دفع المذيعة إلى الاعتذار بمقطع فيديو أقرت فيه "أنها تجاوزت الخطوط الحمراء..وطلبت من الجميع أن يسامحوها.. لكن القناة فصلتها ..وهكذا تتسبب الشبكات الإجتماعية في معاقبة التجاوزات التي لاتدخل في إطار حرية الرأي

Sharkawy11@gmail.com