مسؤولية الطفل "المثالي" - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

مسؤولية الطفل "المثالي"

  نشر في 15 مارس 2023 .

(هذا المقال موجه فقط للأشخاص المعنيين وليس من هم لا يقومون بهذه الافعال، بالاضافة الى انه بهدف التوعية وليس الانتقاد، وايضا نستثني حالات الضرورة التي تضطر الاهل على القيام بهذا الفعل)


جميع الاهالي يريدون من اطفالهم ان يكونون اطفال مثاليين بدون استثناء، فمن ذا الذي لا يحب ان يتم مدح طفله و تربيته امامه؟ هذا المدح يعزز شعور الثقة عند الام و الاب بأنهم قاموا بالخطوات الصحيحة لتربية طفلهم.


و لم يرى احدا من قبل وجهة نظر ذلك الطفل "المثالي"، ما هو ملزم على فعله حتى بعمره الصغير فقط لأنه طفل "مثالي".

الطفل المثالي هو من يقوم بمساعدة اهله وإعانتهم بالرغم من صغر عمره، من لا يبكي حتى لا يزعج امه، ولا يطلب الحلويات من والده حتى لا يكلفه، هذا الطفل هو من يقوم بالاعمال المنزلية في الوقت الذي من المفترض ان يلهو ويستمتع به، حتى يخفف عن امه، و يعطي حلوياته لأخوه الاصغر مع انه يحبها ايضا ويريد اكلها.


من الخرافات الشائعة جدا في الوطن العربي هي ان الطفل العامل هو طفل مسؤول و مثالي يساعد اهله في نفقات المعيشة، هذا الطفل الذي يعمل في الوقت الذي عليه ان يكون في مدرسته يكبر بين اصدقائه، يذهب للعمل يوميا ومن الوارد ان يكون هذا العمل شاق، فقط لماذا؟ لأنه طفل "مثالي".


الطفلة الصغيرة التي جلبت لها امها اخا او اخت، الطفلة التي اعتادت على عمل المنزل منذ وقت مبكر اصبح لديها مسؤولية جديدة الآن، اصبح لديها طفل ترعاه حين انشغال امه، تغير حفاضه وتطعمه وتلاعبه وتهتم به، بإختصار هذه الطفلة تقوم بجزء من تربية طفل اخر، لماذا؟ لأنها طفلة "مثالية".


كيف ينشأ هؤلاء الاطفال؟ عندما يكون الطفل صغير و يتعلم الحياة بعد، يعلموه الاهل مهارات جديدة ليستخدمها في حياته الناشئة، وعندما يرون ابنهم يقوم بالمهارة التي تعلمها يطمعون بالمزيد، يريدونه ان يكون اكثر وعي و جدارة، يريدونه افضل من الاطفال الاخرين حتى يعرضوا انجازاتهم امام الناس و يتباهون بها.


على سبيل المثال طفل عمره سنتان تعلم اسلوب العطاء او الكرم، مثل أن يعطي شيئا لشخص اخر دون انتظار مقابل، اصبح يعطي اصدقائه القليل من طعامه، ولكن الاهل يريدون الافضل، علموه بأن يعطي كل طعامه للشخص الاخر، بالطبع لا يدعوه بلا طعام ولكن الفكرة بأنه عندما يكبر هذا الطفل سيكون يفضل الناس على نفسه مثلما نشأ.


مثال اخر، طفل عمره ستة سنوات في اول حياته الدراسية، اخذ صديقه درجة اعلى منه في الامتحان، واهل ذلك الصديق تباهوا امام اهل الطفل، وهذا ما لا يرضي الاهل، فقاموا بتوبيخ الطفل على درجاته، مع العلم بأنه قد يكون اخذ درجة عالية، ولكن يريدون الافضل، دائما يريدون الافضل من الطفل، ومثلما نشأ هذا الطفل عندما يكبر سيكون عنده ضعف ثقة بالنفس، ويرى بأن عليه ان يكون اعلى من الزملاء جميعا حتى ينال ارضاء الناس، لماذا؟


يرتكب الاهل اخطاء كثيرة في تربية الطفل الصغير والتي تؤدي الى عقدة المثالية المضرة؛ كأن يعطوا للطفل مسؤولية اكبر منه اعتماداً على انه واعي و سوف يتحملها، ولكن لا، الطفل يكون مجبور فقط على تحملها، و مجبور على ان يكون واعي.


او عندما يقولون له دائما"انت الكبير"، "انت المثالي لذا عليك ان تفعل هذا وذاك"، على عكس ما هو متوقع هذا لا ينمي ثقة الطفل بل يهدمه كليا ويستنفذ طاقته القليلة اصلا.

يحتاج الاهل ان يتفادوا هذه الاخطاء حتى يحافظوا على سلامة ابنهم من مرض المثالية الذي يضره جدا اكثر مما ينفعهم.


اوجه رسالتي للأشخاص" المعنيين فقط" وهذا ما لا ينطبق على كل الاهل، اتمنى بأن تكون الفكرة مفهومة وان يعرفوا هؤلاء الاهل خطأهم وتأثيره السلبي على طفلهم.

ليس من الضروري ان يكون ابنك افضل من باقي زملائه، وليس من الضروري أن ترتاح قليلا ليعمل ابنك او يرعى اخوته، اعفوا عنه قليلا فهو مازال لديه حياة شاقة امامه ولا تتعبوه من صغر سنه.





  • Lana Al-Hariri
    اكتب مقالات عن مواضيع شائعة بسرية لم يتحدث عنها الكثير.
   نشر في 15 مارس 2023 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا