يعدّ مفهوم الوحدة الاجتماعية من أكثر المفاهيم حاجةً لها في واقعنا العربيّ المعاصر لما يترتبُ عليها من بناء منظومة اجتماعية متماسكة يسودها قيمُ التسامح والمحبة بين أفراد المجتمع الواحد.
تتعدد المفاهيمُ والتعريفات بشأن مفهوم الوحدة الاجتماعية للوصول إلى مفهومٍ عامٍ وشاملٍ يكون بمثابة مرتكزٍ رئيسي من مرتكزات الإمن الاجتماعي يعبرُ من خلالها عن شمولية الروابط الاجتماعية، ومتانة العلاقات والإنماط الاجتماعية فيما بينهم، من آجل بناء مجتمعٍ متماسكٍ متينٍ قادرٍ على تحقيق الاستقرار والانسجام الاجتماعي فيما بينهم.
إن حاجة مجتمعنا العربيّ لمفهوم الوحدة الاجتماعية لن يقتصرُ فقط على تعريفٍ نظري أو إجرائي لهذا المفهوم أو ذاك، بل ما نحتاحه فعلياً هو التطبيق العملي للمفهوم، وهذا بحاجةٍ لتوافر عواملٍ ثلاث لعل أهمها:-
الإرادة:- إن عنصر الإرادة يعتبرُ عاملاً رئيسياً في ترسيخ مفهوم الوحدة الاجتماعية داخل أي مجتمعٍ من المجتمعات، وهذا لن يتأتى إلا بالممارسة العملية للمفهوم عبر المشاركة الجماعية للإفراد.
المبادرة: يعدّ مفهوم المبادرة المجتمعية مدخلاّ حقيقياً في ترسخ التضامن والتكاتف الاجتماعي بين افراد المجتمع الواحد دون تمييزٍ بينهم على أساس العرق،أو اللون، أو الجنس وما شابه ذلك. فنجاح المبادرة المجتمعية يتمثلُ في مدى شموليتها لكافة المناطق الرئيسية داخل قطاعات الدولة، ووضوح الرؤية والاستراتيجيات من قبل القائمين عليها في بناء مشاريع مجتمعية هدفها تحسين الواقع الاجتماعي للإفراد والإرتقاء بهم إلى أفضل المستويات الاجتماعية.
التنفيذ:- يعتمدُ فاعلية الوحدة الاجتماعية في قدرتها على التنفيذ في ضوء العاملين السابقين إلا وهما الإرادة والمبادرة. بدون الإرادة الذاتية والمبادرة المجتمعية لن ننجح في ترسيخ المفهوم على آرض الواقع، وتطبيقها ميدانياً.
بناءاً على ماسبق، فإن جوهر مفهوم الوحدة الاجتماعية لإي مجتمع من المجتمعات هو ترسيخ ثقافة الودّ والتراحم والتعاطف الاجتماعي بين البشر أنفسهم، من آجل بناء مجتمع متماسكٍ يمثلُ جسداً واحداً إذا اشتكى منه عضواً تداعى له سائر الإعضاء بالسهر والحمىّ
-
معاذ عليويمعاذ عليوي. سكان فلسطين . المؤهلات:- بكالوريوس علم اجتماع- ماجستير تخطيط وتنمية سياسية.