ذات ليلة, وجدت قلادة غريبة عليها نقوش أغرب ..لغة هندية ؟ سريانية ؟ لاتينية ؟ المهم أنها لغة غريبة ..أعجبني شكلها فأخذتها معي بيتي ,ووضعتها في يدي فأصبحت لا تفارقني أبداً.. أصحبها معي أينما أكون ,أريها لأصدقائي فتنبعث الدهشة من أفواههم. "رائعة " "مدهشة" "جميلة" ,وكالعادة كنت أتزايد فخراً وزهواً بالشيء النفيس الذي معي.
أصبحوا الأصدقاء ما أن يرونني حتى يشعرونني بالعظمة وبالفخر ,فصدقت هذا ..إنهم يحترمونني أنا .
مرت أيام ..وبدأ الذين يبجلونني في جلساتهم ,يخططون من وراء ظهري للفوز بالقلادة ,فأتسائل.
"أمعقول أن يصل بهم الحال إلى هذا ؟"
يجلسون معي وكل كلامهم يكون "عليّ" ..وبعد ما أغادر أعرف –فيما بعد- أنهم لا يعظمّونني أنا ..ولكن تلك القلادة النادرة النفيسة.
لو قلت لك أنهم أرادوا قتلي لم تكن لمصدقني !!
لإن هذه الحقيقة ..الكل يريد القلادة وأنا – المحظوظ الوحيد – الذي نالها
ألم يكن هذا سبباً منطقياً لقتلي ؟
والآن وبينما أنا أكتب لكم ,أخرجت القلادة من مخبأها السري في غرفتي ..وحاولت أن أقرأ تلك اللغة ,ويا للغرابة إنها لم تكن لغة غريبة قط ..بل لغة عربية مكتوبة عكسياً .
فكرت في هذا سريعاً ,وأخذت أقرأ النقش.
" الدنيا قلادة الكل يتقاتل من أجلها"
-تمت-
-
هيثم ممتازبين الجهل والمعرفة شعرة واحدة ,وهي القراءة.