يوم الفتنة الأعظم
ضجيج بشري هائل يتسول علي أُذني ، اصوات تعلو ولا تهبط ، قلب ينقبض فلا ينبسط
نشر في 25 مارس 2016 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
بعد حلم طويل رأيت فيه معظم افراد عائلتي ، الغائبين منهم والحاضرين ، افتح نصف عيني فلا اري شيئاً ، افركهما بيدي ، اتريث قليلا ، احاول ان اميز الاشياء من حولي ، بالطبع هذا ليس بيتي ، بيتي !
احفر في ذاكرتي لأعثر علي شئ ليس له أثر ، سقطت علي الأرض مثل سمكة قُذفت خارج البحر لتموت ، حاولت ان اتذكر شيئاً والعودة إلي البحر ! ولكني كنتُ بلا ذاكرة ، توصلت في النهاية الي نتيجة حتمية لابد القبول بها " الزهايمر قد اصابني " حسنا ، سوف اخط بيدي صفحات عمري من جديد .. ولكن ما كنت اخشاه قد حدث ..
سمعت صريخ وعويل نساء تُصم له الأُذن ، ضجيج بشري هائل يتسول علي أُذني ، اصوات تعلو ولا تهبط ، قلب ينقبض فلا ينبسط ، الصغار يختبئون تحت جلابيب رجالٍ قد شحبت وجوههم ، ضعفاء تتخطفهم الطير ثم تهوي بهم الريح علي ارضٍ بور لم يجتمع رمالها مع ذرة ماء واحدة منذ سنين ..
اطلقت بصري علي الجانب الآخر ، جماعة من الناس تحفهم الزغاريد والطبول ، السماء من فوقهم قد رسمت اطيافاً باهرة بلمسات ساحرة ، حلقات كبيرة واخري صغيرة بألوان مختلفة ، يهللون ويرقصون ثم يكبرون ويمجدون رجلاً من بينهم يزعمون بأنه الهادي من الضلال ..
وعلي مسمع من الناس جميعاً اطلق من حنجرته الشديدة أصوات رخيمة مرعبه فتراشقت الانظار إليه :
- هذا انا ، مثلكم جميعاً ، في ظاهركم وباطنكم ، اشبهكم تماماً في اشياء كثيرة ، ولكني احاول جاهداً ان اضغط علي دركات ضعفي التي هي ايضا ضعفكم ، فلا اتبرأ منها وانسبها الي نفسي قبلكم ، اعترف بها حق الاعتراف - ومن عرف الشئ عرف معالجته - لهذا ، فأنا احفظكم من انفسكم ، فاتبعوني ولا تتبعوا غيري ..