كثيرا مّا يتملّكنا الاحساس بالخوف من المجهول في حياتنا. وهي في الحقيقة مخاوف غير مبرّرة لأنّ جلّ هذه الشكوك هي وهميّة بحسب دراسات علماء النّفس.فقد سمعت امرأة تتحدّث الى مذيعة في احدى البرامج التلفزيونيّة وهي تبكي بحزن شديد و تقول انّها تخاف ممّا تخبّؤه لها الحياة. وقد ذكرت أنّها انعزلت عن العالم و انزوت في بيتها خوفا من شيء مّا لا تعرفه.
و أنا في نظري، لابدّ لمن يخيّم عليه هذا الاحساس أن يداوي نفسه بالتّفاؤل و الرّضا بالقضاء و القدر. محاولا في ذات الوقت ترويض نفسه على الشّجاعة و المواجهة دون خوف.
انّ شبح الخوف من المجهول هذا قد ينتاب أيّ انسان مهما كانت بيئته أو وضعه النفسي و الاجتماعي. فقد يشعر رجل أعمال مثلا بالخوف من منافسين وهميّين لا يعرفهم ، ولكنّه يتقبّل وجودهم في عقله الباطن. فيدفعه هذا الاحساس الى محاولة تسليط الضّوء على كلّ صغيرة و كبيرة ممّا يدور حوله و الى التّمسّك بالمال حتّى يصير بخيلا مع النّاس مهوسا بجمع المال دون أدنى فكرة عن توقّع فيما سيفنى.
فهو يرى ( في خبايا نفسه) أنّ منافسيه يخطّطون للفتك بثروته بطريقة يجهلها، بل و يجهل منافسيه الأشرار أيضا.
هذا الشّعور السّي ء يؤدّي بطبيعة الحال الى زوال الثّقة بالآخرين، فينقص من تفاعل المرء في مجتمعه. وقد يبقى على تلك الحال حياته كلّها ينام في قبر دنيويّ قبل أن يحين موعد الموت.
فلتعلم أخي و أختي القرّاء أنّ المجهول الّذي يخيفنا يسير حسب رغبتنا فيكون أو لا يكون.و لتعلموا أنّ هناك ذبذبات تنطلق من الانسان لجلب الشّيء الّذي يفكّر فيه على الدّوام، لذلك لابدّ من تحسين طريقة التّفكير. ألم يحصل معكم يوما وأن وقعتم في أمر كنتم تخشون الوقوع فيه؟ ذلك الأمر انجذب اليكم بارادتكم، فمن شدّة الخوف تحرّكت تلك الذّبذبات فجذبت به اليكم. وكذلك الحال بالنّسبة لمن يفكّرون بتفاؤل في الحياة.
تستطيع، عزيزي القارئ، أن تجذب اليك كلّ ما تريده و تحوّله الى حقيقة بعد أن كان حلما بالتّفكير فيه على الدّوام. فعندما كنت صغيرة، كنت أحلم بأن أسافر بعيدا و أكتشف العالم دون خوف من المجهول. فتحقّق لي ذلك. لأنّني سعيت لجعل الحلم حقيقة .كذلك انت لا تجذب اليك الأمور السّيّئة بالتّشاؤم. بل حاول أن تتفاءل دائما...واليك تجربة بيسطة قد تقضي على التّشاؤم:
استيقظ في وقت مبكر ، افتح النّافذة أو أخرج و اجلس في الحديقة. ارفع بصرك الى السّماء. تنفس و استنشق الهواء العليل. ثمّ أغمض عينيك. ستحسّ أن الطّاقة الايجابيّة تسلك طريقها الى قلبك و عقلك. قل في نفسك : " أنا قويّ..أنا جريء..سأصبح( كرّر حلمك) باذن اللّه. فما دمت حيّا سأصل يوما ان شاء اللّه". ولا تنسى لبس ابتسامتك عندما تخرج الى الشّارع ، فسترى أنّ العالم يبتسم اليك. وأنّ شبح المجهول قد فرّ هاربا لأنّك قد عدت لتواجهه بقوّة و ارادة كبيرين.
-
Rymaالسّلام عليكم. أنا جزائرية مقيمة باليونان، حائزة على ليسانس في الأدب الانجليزي.عملت مدرسة ثانوي بالجزائر. و أنا كاتبة روايات الآن. أعكف على اعداد ثاني رواية لي. و أبحث عن عمل ككاتبة مقالات أدبية و علميّة براب شهري.