لماذا التحالف المصري السعودي الإماراتي ؟

لا يخفى على أحدٍ منكم حجم التدخلات والانتهاكات التي بدأت تؤثر وبشكل مباشر على الأمن القومي العربي، وهذه التدخلات بدأت بدعم إيران لمجموعات مسلحة موالية لها في اليمن وهم الحوثيين، وميليشيات طائفية تابعة لها في العراق وسوريا ولبنان، بالإضافة لدعم تركيا لعملائها في دولٍ عدة منها ليبيا وسوريا والعراق، ودعم أحزاب وحركات معارضة تابعة لها في بعض الدول العربية كجماعة الإخوان، ناهيكم عن الدسائس وفرض الوصاية والتدخل بالشؤون الداخلية لبعض دول المنطقة .

كل هذه التطورات والمُعطيات استدعى أن يكون هناك تحالف عربي واضح حتى وإن لم يكن مُعلناً، لصد وكبح هذه التدخلات بدول المنطقة العربية، ووضع النقاط على الحروف، وخاصة بأن التحالف العربي أو ما يُعرف بعاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية لمواجهة الحوثيين في اليمن، يُمثل نموذجاً ناجحاً للتحالفات العسكرية المشتركة، وأبرز دوله مصر- السعودية – الإمارات- حيث أنه وبعد التنسيق بين القيادات العسكرية في هذه الدول، والتي تُمثل القوة الأكبرعربياً، وحجم التأييد العربي لهذا التحالف، تم الاتفاق على تكثيف التعاون المشترك خاصة في المجال العسكري تتويجاً لنجاح عمليات التحالف في اليمن ضد الحوثيين، وتقارب الرؤى بين قيادات هذه الدول بما يخص قضايا الأمة العربية ولصد التدخلات والأطماع المحيطة بدول المنطقة .

الثقل العسكري للتحالف

في آخر تصنيف لموقع "غلوبال فاير باور" المتخصص بتصنيف الجيوش وقدراتها العسكرية، والذي يعتمد في تصنيفاته ودراساته على 50 عاملاً خاصاً في تحديد مؤشر القوة العسكرية للجيوش، حاز الجيش المصري على المرتبة الأولى عربياً وإفريقياً والمرتبة التاسعة عالمياً، وهذا مؤشر يؤكد بأن القوة العسكرية المصرية قوة لا يُستهان بها في المنطقة، بإجمالي جنود بلغ 920 ألف جندي منهم 440 ألف جندي ضمن الخدمة و480 ألف جندي ضمن الاحتياط، ويمتلك الجيش المصري 1054 ألف طائرة حربية مختلفة الأنواع، و4259 دبابة و11700 مدرعة و1084 راجمة صواريخ وأسطول بحري يبلغ 316 قطعة بحرية متنوعة، كل هذه الإمكانيات العسكرية جعل التحالف مع مصر يُصنف من أقوى التحالفات العسكرية على مستوى المنطقة العربية، ووفق التصنيفات والتقارير العسكرية باتت مصر تتفوق عسكرياً على كل من تركيا وإيران وإسرائيل .

القدرات العسكرية السعودية

بحسب موقع "غلوبال فاير باور" فإن الجيش السعودي يأتي تصنيفه بالمركز 17عالمياً و4 إقليمياً، مُتقدماً على الجيش الإسرائيلي والعديد من جيوش المنطقة بعدد 803 ألف جندي و879 طائرة حربية متنوعة، و13 ألف مدرعة وما يقارب 1062 دبابة و55 قطعة بحرية متنوعة ، وتعتبر السعودية من ضمن أكثر 3 دول إنفاقاً على الجيش في العالم بما يقارب 67.6 مليار دولار سنوياً تتقدم عليها الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وصفقات تسليح مختلفة الأنواع ومتطورة يتم تزويد الجيش السعودي بها سنوياً، بالإضافة لقيادة السعودية للتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، والذي يتألف من 41 دولة إسلامية تخطط وتنسق فيما بينها، وقيادة التحالف العربي المعروف بعاصفة الحزم لدعم الشرعية في اليمن، كل ذلك وأكثر جعل من القوات المسلحة السعودية قوة ردع يُحسب لها حساب على المستوى العربي والدولي .

مساهمات الجيش الإماراتي

تلعب القوات المسلحة الإماراتية دوراً هاماً في مجال المساعدات الإنسانية، وتقديم المعلومات الاستخباراتية المُساندة لأي عمل عسكري أو إنساني، ومن أبرز هذه المشاركات كانت مع قوات التحالف العربي للدفاع عن الشرعية في اليمن، والمشاركة ضمن قوات الردع العربية في لبنان، وقوات درع الجزيرة لتحرير الكويت وتنفيذ مشروع إزالة الألغام والقنابل العنقودية من جنوب لبنان، والمشاركة الفاعلة في جهود إعادة إعمار العراق، والعديد من المهام التي تم تنفيذها بنجاح ضمن سياق التحالفات العربية السابقة والحالية، بالإضافة لجهود مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في تقديم دراسات ومعلومات تخدم أي تحالف عربي تُشارك به دولة الإمارات العربية المتحدة .

برأيي وتأييداً للتقارير الواردة بأن تحالف مصر والسعودية والإمارات، يُعتبر التحالف الأقدر والأقوى على مواجهة التهديدات والأطماع المحيطة بالأمة، وصد موجة التدخلات الإيرانية والتركية بسياسة وقرارات دول منطقتنا العربية، ووفقاً لما يراه عدد من المراقبين السياسيين والعسكريين بأن استمرار العمل المشترك والتنسيق بين هذه الدول، سينعكس إيجاباً على الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لجميع دول المنطقة العربية .