كانت اقدامه تتسابق مع الزمن للالتحاق بمواصلة تنقله الى المكان الذى يحلم به منذ ان كان طفلا ، ف بعد ان انهى جامعته ، قام فورا بالتقدم ف الجيش ، ف هو شاب يتمنى ان يخدم بلده ، و ينال شرف حماية بلده ، و يا حبذا لو نال الشهادة التى باتت حلم جميل يتمنى بلوغه.
كان فنان يحب الموسيقى و العزف على الة البيانو ، الموسيقى هى متعته و البيانو هو سلاحه ، انهى الجامعة و برغم انه كان لا ينوى التقدم بالجيش الا انه ارغم على ذلك لكى يستطيع السفر ، ليلتحق بمعهد موسيقى شهير فى باريس.
كانوا يجلسون بجانب بعضهم لا يعرف بعضهم الاخر و لكن كل منهم يملك حلم ، كل منهم يسبح فى فلكه ، كل منهم يتمنى الوصول سريعا ، احدهم لكى يلتحق بجيش بلاده ، و الاخر ليحصل على شهادة الاعفاء.
الغريب فى الامر ان الحياة تعطى الانسان ما تريده لا ما يريد ، لقد التحق الفنان بالجيش و اخذ الاخر اعفاء لعدم لياقته الطبية.
عاش الولدين كابوسا ، لم ينالو ما تمنوا ، عاش الفنان اسوا ايام حياته فى جيشه ، و عاش الاخر اسوأ ايام حياته ايضا خارج جيشه ، كلاهما لا يعلم لماذا عانده القدر.
كان الفنان يخدم فترة جيشه على حدود سيناء ، و كان يقوم بالاستعداد مع زملاءه باعداد الفطار ، جلسوا ينتظرون اذان المغرب ، لكى يتناولو الطعام بعد يوم طويل من الصيام فى شهر رمضان.
لم يلحق ان يروى عطشه ، فقد اصيب بطلق نارى فى قلبه ، بسبب هجوم ارهابى عليه و على من كان معه فى الخدمة.
مات الفنان شهيدا...
تعلم الاخر العزف على الة البيانو ، ف بعد ان اخذ الاعفاء ، ترك مجال دراسته و قرر ان يهرب من ضياع حلمه بالموسيقى..
عاش الاخر فنانا...
-
على نور الدينإن عالم “الواقع” لا يكفى وحده لحياة البشر إنه أضيق من أن يتسع لحياة إنسانية كاملة !