ملعونةُ أنتِ في كل كتاب, في كل شريعة, من تراب الأرض ملعونة, من أحجار الطريق, ملعونة في كل زاوية من زوايا جسدك الغارق في براثن الخطيئة.
...
أعلمُ أني لن أنالَ منكم سوى الرجم, رجم بالحجارة, ورجم بالكلمات, وبالصرخات في وجهي, من أمامي, ومن خلفي, وعن شمالي, وعن يميني, سترجموني بأيديكم وأرجلكم, بأحجاركم وألسنتكم, بعيونكم, بلمزكم وهمزكم, سترجموني بكل ما أُتيتم من قوة وضعف, سترجموني في يقظتكم, ومنامكم وحتى أحلامكم, لكني أخبركم, أن أحجاركم ستُرد عليكم, ستُرد على أعقابِكم, سترد في وجوهكم, لن أكون هدفاً لأحجاركم وحدي, فلست وحدي استحق الرجم, فلست وحدي المذنبة, أنكم جميعاً مذنبون, أنكم جميعاً خُطَاة, فأنا صنِيعت أيديكم الآثمة, هي التي جعلت مني شيطاناً, يلتهم قلوبَكم وأكبادكم, أنتم الذين غرستُم في قلبي جمرات, أشعلت الحرائق في أرواحكم الميتة, أوتلوموني على صناعة أيديكم, وعقولكم التي طغت, وقلوبكم الجوفاء, أرفعوا عن وجوهِكم تلك الأقنعة الزائفة, دعوني أراكم وجهاً لوجه, وقلباً لقلب, ونفساً لنفس, وضميراً لضمير, دعوني أراكم عرايا كما ولدتكُم أهوائكم, دعوني أنظر إلى طواياكم التي تفوح منها رائحة الخطيئة, لست وحدي من تستحق الرجم, كلكم زُنَاة, كلكم يستحق الرجم, قِفوا هُنا بجواري, مطأطائي الرؤوس, غرقى في أثمالكم البالية.
إن عظامي لتلعنكم جميعاً, وقد جعلتموني كالبيت الخرب, وجعلتم من قلبي وروحي أطلالا بالية, وأرضاً لا تثمر, إلا الشر والضغينة, أني لأمقتكم جميعاً, وألعنكم في سري, وأدعوا عليكم بالبوار, بعد أن ضاعت نفسي في بداية الطريق, وضلت عني, فأنغمست في الرذيلة, التي أراها حية أمامي, تكبر يوما بعد يوم.