قوة البدايات
أحياناً تكون الأمور البسيطة هي التي ترجح كفة الميزان
نشر في 26 يونيو 2021 .
دائما ما تعترضنا أوقات لا نريد القيام فيها بالعمل مع أننا نعلم يقينًا أن ذلك في مصلحتنا. أول مثلٍ اذكر أني سمعته و وعيته في حياتي هو "لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد" لكني و منذ صغري لم أعرف و لم أقدر أن التزم بهذه النصيحة في كثير من الأوقات أو حتى قل في أغلب أوقاتي مع أني اعلم مدى نفاسة هذه النصيحة. لذلك أنا أعرف كثيراً قيمة البدء.
هل هي أهم عادة
لا ادري إن كانت هذه أهم عادة, لكن عادة البدء من المؤكد أنها من أهم العادات التي أحتاج التركيز عليها. فما أن أبدء بعمل ما كنت أؤجله كثيرًا لا أكاد أجد أن الأمر يستحق كل ذلك التماطل أو استثقال العمل أو بالأحرى الخوف. فالخوف من الفشل كان من أغلب أسبابي للتماطل و كذلك من أغلب الأسباب التي تمنع الكثيرين, فكثيرين يخافون من الفشل و كثيرين يخافون أن لا تكون النتيجة على أحسن صورة فيؤجلونها لوقت أخر يكونون فيها مستعدين أكثر, لكن متى سيأتي هذا الوقت؟! لذلك تعود على البدء.
لكن ماذا لو بدأت و لم تكمل العمل؟ ببساطة ابدأ مرة اخرى. اذاً كيف تبدأ؟ على بساطة السؤال إلا أن الإجابة تحتاج لشيء من التفصيل, اختر عملاً لتبدأ به و حدد فترة قصيرة جداً, خمس دقائق أو حتى دقيقتين كما أفعلها أنا أغلب الأوقات و ابدأ في العمل, فإذا وجدت أنك تعبت أو مللت أو لأي سبب لم تجد لك رغبة في الاستمرار توقف ثم ابدأ بعد فترة راحة, أما إذا شعرت أنه بإمكانك الاستمرار فاستمر.
و هنا يُطرح سؤال كم من الوقت احتاج حتى أعود إلى العمل؟ ببساطة تحكم أنت مسبقاً في فترات الراحة و لا تجعلها طبقاً لهواك, مثلاً ضع أنشطة معينة و بزمن محدد, و هنا ملاحظتين ابتعد عن كل المشتتات و بالأخص الهاتف و الإنترنت, لا تجعلها قريباً من متناول يدك, و الملاحظة الثانية لا تجعل الهاتف أو تَصفح الإنترنت من سبل الراحة أو المكافآت فهذه أنشطة قد تنسيك الوقت و تنغمس فيها, و إنما إذا أردت أن تأخذ فترات راحة فقُم امشي أو حتى تحدث مع آخرين أو في أسوأ الأحوال قُم بتمارين الاستطالة و أنت في مكانك.
و على القارئ أن يعي أن هذا ليس كلاماً منقوش على حجر, أو ليس قرآناً, لذلك لا تترد في التعديل في هذا الأسلوب حتى تصل إلى ما يناسبك.