غارقا في بحر متلاطم الأمواج باحثا عن القوافي وأعمق المعاني، سابحا في فضاء لا متناهي حاملا أشواقا وجراحا وآمالا و متسلحا بمآثر ابطال قصص الغرام و النهايات المفرحة للمسلسلات المدبلجة. يحز في نفسك منظره، و يقسم إحساسك مشهد آلامه فتتعاطف رغما عنك، وترفع لواء المساندة إمتثالا لقواعد حسن الجوارأو الصداقة أو المعرفة أو حتى بدافع الإنسانية . تستجمع قواك وتخط الخطى نحوه مثقلا بتساؤلات عززت ما تكتنزه من إنشغالات وتناقضات، فتكشف عن جملة حروف صفت في خطوط مشكلة إستفسارات واهتماما بالشأن و السعي لتقديم الدعم . أرى حزنك باد لما آل اليه أهل الملة اليوم ؟! ارى دموعك أغرقت خيم اللاجئين ألما على مخلفات جحافل الصقيع ؟! أرى أساك قد خط الرثاء تلو الآخرعلى ضحايا الجوع والدمار والصراعات بأرض خير الرسالات ؟! أرى هواك سابح في كتب التاريخ باكيا على المعتصم و السيف البتار و ريشة البلغاء و إحتشام العذراء ؟! . و كأن أحزانك تروي مسار التاريخ المنبعث من بئر زمزم الساقي لأرض الشام، الراسم لابتسامة اليمن و شموخ بغداد و ندى المسرى . وكأني بين سطور المعلقات أستنشق شهامة الصعاليك، و ذودهم عن العرض و نبذهم للخيانة. و كأني أحصي المارين قبل الشروق إستجابة لنداء رب السماء ....تسكن برهة و تسكت ثم تغوص في دهاليز صحائف التاريخ لتقرأ بين جزيئات الغبار منهاج النجاة و تعاليم الخلاص و درب السالكين لباب الجنان، فالصراط قائم و المعبر لا مفر و الرسو ثابت و الخلود أكيد في جنة الله أو جحيم مقيم......فطوبى لمن زرع وحصد و نذر ووفى و إبتسم وإغتنم نفحات السماء، و كتب إسمه بحروف الرضا و ألوان القبول .
محمد بن سنوسي
28/03/2022
-
بن سنوسي محمدمدون حر اطرح افكاري و اسعى للمشاركة في اصلاح المجتمع