منذ بدأ الحياة ونحن نكابد المشاق والمتاعب وتمر علينا نسائم الفرح فترطب قلوبنا التي كادت أن تتيبس من هول ماتجد، ورغم هذا الاختلاف الهائل في طبائع البشر وخلقتهم إلا انهم قد استسلموا لحقيقة واحدة لم تتغير علي مدار الزمن ،
هذه الحقيقة يقف امامها العقل عاجزا كصبي رضيع لا حول له ولا قوة ،
الآلاف من اسباب الموت تحاصرنا في كل جهه من جهات حياتنا
الالاف من الأمراض تفتك كل يوم بألالاف البشر ،
ولم يكتف الانسان بذلك فراح يقتل اخيه الانسان لمجرد انه مختلف عنه ،
فكم من انسان سقط علي يد اخيه بغير حق تاركا خلفه قلوبا محترقه وماضيا اسود.
أيها السادة نحن نعيش في كون ملئ بالموت لحكمة اقتضاها خالق الكون ، الا نذكر الموت حقا ؟! فنعتبر وننظر في انفسنا فنقيمها علي السوية ،
تلك الاوراق الخضراء الجميلة التي كانت تنثر الامل والنضارة في كل الانحاء تساقطت وصارت هشيما تذروه الرياح،
وهذه الفراشات بالوانها الزاهية البراقة قد لاقت نفس المصير فما الامر اذن؟
لقد سرقتنا حياة المادة الفانية عن حياة الروح الباقية واني والله لست بواعظ ولكني متأمل في أحوال الناس واحوال نفسي فما اراي الا افواها تاكل وسواعد تعمل وندفن موتانا ونرجع وكأن شيئا لم يكن وأنا لله وانا إليه راجعون !!
-
ياسر السيدالطريق جميل بمن معنا