أصبحنا اليوم في عالم فيسبوك و تويتر، عالم الإنترنت؛ وحياتنا رغما عنا أو بخاطرنا أصبحت مشاعًا... كل همسة تحدث في بيت.. كل كلمة في مجلس..كل حدث في الطريق نتسابق..من نشره أولا، من حالفه الحظ ليكون له السبق في سرعة تداوله؟
ورغم أنني لست من هواة مشاركة الأحداث الشخصية على مواقع التواصل، لكني أعترف أنني وجدت لها فائدة كبيرة حتى كادت تجعلني أتراجع عن الفكرة التي اتخذتها تجاه هؤلاء الذين يقومون بإتاحة حياتهم للجميع..
دعوت لك ..
هل رأيتك من قبل؟ هل أعرفك..مهلا هل أعرف حتى اسمك؟ ما الذي دعاني لذلك؟! نعم تذكرت أنت قريب لصديق أعرفه.. هكذا إذًا وصلك دعائي...
أحيانا نحتاج لمن يشاركنا لحظات خاصة في حياتنا؛ قريب، بعيد.. صديق.. أو حتى متابع على مواقع التواصل الاجتماعي، بعضنا ربما لا يحتمل أن يمر حدث واحد دون أن يؤازره فيه غيره فيسارع بنشره على مواقع التواصل الاجتماعي الخاص به وسرعان ما تنهال عليه عبارات المباركة أو المواساة وربما دعوات له بالصبر ودعاء لذويه بالشفاء والتيسير أو الدعاء لفقيده بالرحمة.
وتلك المذكورة آخرًا هي ما أتحدث عنها بالتحديد، فربما أحد آباءنا لم يسبق له أن أمسك بيده لوحة المفاتيح ..أو علم ماذا يحوي الإنترنت أو ماذا تعني تغريدة!
لكن دون أن يدري تأتيه دعوة من غريب لا يعرفه ولم يره وربما يكون في أمس الحاجة إليها.. دعوة ربما تفرج همه.. وتيسر أمره ..أو لعلها تخفف عنه من آلامه ...
أقصوصة حقيقية..
ما دعاني أكتب هذا هو حدث عايشته على المستوى الشخصي منذ فترة ليست ببعيدة، يوم أن توفيت سيدة أعرفها وأكن لها جانبًا من الاحترام كانت تعمل في مكان يتوافد عليه طلبة وموظفون،،أحببتها من كثرة ما سمعته،ورأيته منها،، وانتشر خبر وفاتها سريعًا عن طريق ما نشرته صديقة على "فيسبوك"، وما أن سمع الجميع بخبر وفاتها؛ حتى انهالت التعليقات تدعو لها بالرحمة.. أصدقاء لنا ربما لم يروها أو يسمعوا اسمها من قبل اشتركوا في الدعاء، وبعضهم قرر أن يهب لها ثوابا من قراءته والآخرون استغفروا عنها،،
ولعل موقفهم هذا هو ما جعلني أغير من طريقة تفكيري حول مشاركة الأحداث الخاصة على مواقع التواصل وغيرها، لما لها من فائدة؛ بل إنها من أعظم فوائدها على الإطلاق من وجهة نظري، يكفي قدرتها على تغيير وجهة نظر سلبية اتخذت عنها..
في سفينة الحياة..
كثيرًا ما تمر علينا حالات مشابهة فنتمنى من يدعو لنا، أو ندعو الله لمن لم نراهم أو نسمع عنهم من قبل.. لكننا على أمل ربما صديق صالح وعبد طائع لا يخيب رجاءه لذا لا تستحي من طلب الدعوة حتى لو كانت إلكترونيا .. فكلنا في حياته وبعد موته يحتاج للدعاء..
-
سمر عليباحثة ماجستير، أحبُ رفوف الكتب، وأجد نفسي في زوايا المكتبة، أكتبُ خواطرَ خفيفة، بين الحينِ والآخر.. أضفت حسابًا جديدًا على موقع" فيس بوك" لمن يرغب في المتابعة♥